فصل: (باب الهمزة والكاف وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الهمزة والقاف وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أقر‏)‏

أُقُر‏:‏ موضِعٌ‏.‏ قال النابغة‏:‏

لقد نَهَيْتُ بَنِي ذُبْيان عن أُقُرٍ *** وعن تربُّعِهِمْ في كلِّ أصْفارِ

وليس هذا أصلاً‏.‏

‏(‏أقط‏)‏

الهمزة والقاف والطاء تدلُّ على الخلط والاختلاط‏.‏ قالوا‏:‏ الأَقِطُ من اللّبن مَخِيضٌ يُطْبَخُ ثمّ يُترَك حتىّ يمْصُل، والقطعة أَقِطَةٌ‏.‏ وأَقَطْتُ القومَ أَقِْطاً أي أطعمتهم ذلك‏.‏ وطعام مَأقُوطٌ خُلِط بالأَقِط‏.‏ قال‏:‏

أتتكُمُ الجوفاء جَوْعَى تَطَّفِحْ *** طُفَاحَةَ القِدْرِ وحيناً تَصْطَبِحْ

* مأقوطة عادت ذباح المُدَّبِحْ *

والمأقِط‏:‏ موضع الحرب، وهو المَضِيق، لأنهم يختلطون فيه‏.‏

‏(‏أقن‏)‏

الهمزة والقاف والنون كلمة واحدة لا يقاس عليها‏.‏ الأُقْنة‏:‏ حفرةٌ تكون في ظهورِ القِفافِ ضيّقة الرأس، وربّما كانت مَهْوَاةً بين نِيقينِ أو شُنْخُوبَيْن‏.‏ قال الطّرِمّاح‏:‏

في شَنَاظِي أُقَنٍ بينها *** عُرَّةُ الطَّيْرِ كصَوْم النَّعامْ

‏(‏باب الهمزة والكاف وما يثلثهما‏)‏

‏(‏أكل‏)‏

الهمزة والكاف واللام بابٌ تكثر فُروعه، والأصل كلمة واحدة، ومعناها التنقُّص‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأكل معروف والأَكْلَة مَرّة، والأُكلة اسمٌ كاللُّقمة‏.‏ ويقال رجل أكُولٌ كثير الأكل‏.‏ قال أبو عُبيد‏:‏ الأَكَلة جمع آكل، يقال‏:‏ ‏"‏ما هم إلاّ أَكَلَة رأسٍ‏"‏‏.‏ والأكيل‏:‏ الذي يُؤَاكلك‏.‏ والمَأْكَل ما يُؤْكَل، كالمَطْعَم‏.‏ والمُؤْكِل المُطعِم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏لعَنَ الله آكِلَ الرِّبا ومُؤْكِلَه‏"‏‏.‏ والمأكَلَة الطُّعمة‏.‏ وما ذُقْتَ أَكالاً، أي ما يُؤْكل‏.‏ والأُكْل- فيما ذكر ابن الأعرابي‏:‏ -طُعمة كانت الملوك تُعطيها الأشراف كالقُرَى، والجمع آكالٌ‏.‏ قال‏:‏

جُندُك التالد الطَّرِيفُ من السا *** دات أهْلِ القِبابِ والآكالِ

قال أبو عبيد‏:‏ يقال ‏"‏أَكَّلْتني ما لم آكُلْ‏"‏، أي ادّعيته عليّ‏.‏ والأَكولة‏:‏ الشاة تُرعَى للأكل لا للبيع والنّسل، يقولون‏:‏ ‏"‏مَرْعىً ولا أَكُولَة‏"‏، أي مال مجتمع لا مُنْفِق له‏.‏ وأكيل الذِّئب‏:‏ الشاة وغيرها إذا أردتَ معنى المأكول، وسواءٌ الذّكر والأنثى، وإذا أردتَ به اسماً جعلتَها أكيلة ذئب‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ الأكيلة فريسة الأسد‏.‏ وأكائِل النّخل‏:‏ المحبوسة للأكل‏.‏ والآكِلَة على فاعلة‏:‏ الراعية، ويقال هي الإكْلة‏.‏ والأَكِلة، على فَعِلة‏:‏ الناقة ينبت وبرُ ولدِها في بطنها يُؤْذيها ويأكلها‏.‏ ويقال ائتكلت* النار، إذا اشتد التهابها؛ وائتكل الرّجُل، إذا اشتدّ غضَبُه‏.‏ والجمرة تتأكّل، أي تتوهّج؛ والسيف يتأكّل إثْرُهُ‏.‏ قال أوس‏:‏

إذا سُلّ مِنْ جفْنٍ تأكَّلَ إثْرُهُ *** على مِثْلِ مِصْحاةِ اللُّجَين تأكُّلاَ

ويقال في الطِّيب إذا توهَّجَتْ رائحتُه تأَكَّلَ‏.‏ ويقال أكَلَتِ النّارُ الحَطَبَ، وآكَلْتُها أطعمتُها إياه‏.‏ وآكَلْت بين القوم أْفسَدت‏.‏ ولا تُؤْكِلْ فلاناً عرضَك، أي لا تُسابَّه فتدَعَه يأكلُ عِرْضَك‏.‏ والمُؤْكِل النّمام‏.‏

وفلان ذو أُكْلَةٍ في النّاس، إذا كان يغتابهم‏.‏ والأُكْل‏:‏ حظّ الرجل وما يُعطاه من الدُّنيا‏.‏ وهو ذو أُكْلٍ، وقومٌ ذَوُو آكالٍ‏.‏ وقال الأعشى‏:‏

حَوْلِي ذَوُو الآكالِ من وائِلٍ *** كاللّيلِ مِن بادٍ ومن حاضرِ

ويقال ثوب ذو أُكْلٍ، أي كثير الغَزْل‏.‏ ورجل ذو أُكْلٍ‏:‏ ذو رأي وعقلٍ‏.‏ ونخلةٌ ذاتُ أُكْلٍ‏.‏ وزرعٌ ذو أُكْلٍ‏.‏ والأُكَال‏:‏ الحُكَاك؛ يقال أصابه في رأسه أُكالٌ‏.‏ والأَكَل في الأديم‏:‏ مكانٌ رقيقٌ ظاهِرُهُ تراه صحيحاً، فإذا عُمِل بدا عُوارُه‏.‏ وبأَسنانه أَكَلٌ، أي متأَكِّلة، وقد أُكِلَتْ أسنانُه تَأكَلُ أكَلاً‏.‏ قال الفرّاء‏:‏ يقال للسكّين آكِلَةُ اللحْم، ومنه الحديث أنّ عمرَ قال‏:‏ ‏"‏يضرب أحدُكم أخاه بمثل آكِلة اللحم ثم يَرى أن لا أُقِيدَه‏"‏‏.‏ قال أبو زياد‏:‏ المِئْكلة قِدْرٌ دون الجِمَاع، وهي القدر التي يستخف الحيّ أن يطبخوا فيها‏.‏ وأُكُل الشجرة‏:‏ ثمرها، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِِذْنِ رَبِّهَا‏}‏ ‏[‏إبراهيم 25‏]‏‏.‏

‏(‏أكم‏)‏

الهمزة والكاف والميم أصل واحد، وهي تجمُّعُ الشيء وارتفاعُه قليلاً‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأكمة تلٌّ من القُفِّ، والجمع آكام وأَكَمٌ‏.‏ واستأكم المكانُ، أي صار كالأكمة‏.‏ وتجمع على الآكام أيضاً، قال أبو خراش‏:‏

ولا أمْغَر السّاقَيْنِ ظَلَّ كأنّه *** على مُحْزئلاّتِ الإكام نَصِيلُ

يعني صَقْراً‏.‏ احزألّ‏:‏ انتصَبَ‏.‏ نصيل‏:‏ حَجَر قدْر ذِراع‏.‏ ومن هذا القياس المَأْكَمتان‏:‏ لحمتان وصَلَتَا بين العجز والمتْنَينِ، قال‏:‏

إذا ضربتها الرّيح في المِرْطِ أشرفَتْ *** مآكِمُها والزُّلُّ في الرِّيح تُفْضَحُ

‏(‏أكن‏)‏

الهمزة والكاف والنون ليست أصلاً، وذلك أنّ الهمزة فيه مبدلةٌ من واو‏.‏ والأصل وُكْنة، وهو عشّ الطائر‏.‏ وقد ذكر في كتاب الواو‏.‏

‏(‏أكد‏)‏

الهمزة والكاف والدال ليست أصلاً، لأنّ الهمزة مبدلة من واو، يقال وَكَّدت العَقْدَ‏.‏ وقد ذكر في بابه‏.‏

‏(‏أكر‏)‏

الهمزة والكاف والراء أصل واحد، وهو الحَفْر، قال الخليل‏:‏ الأُكْرَة حُفرة تحفر إلى جنب الغدير والحوض، ليصفوَ فيها الماء؛ يقال تأكَّرْتُ أُكْرَة‏.‏ وبذلك سُمّي الأَكّارُ‏.‏ قال الأخطل‏:‏

* عَبْداً لِعِلْجٍ من الحِصْنَين أَكّارِ *

قال العامريّ‏:‏ وجدت ماءً في أُكْرَةٍ في الجبل، وهي نُقرةٌ في الصَّفا قدر القَصْعة‏.‏

‏(‏أكف‏)‏

الهمزة والكاف والفاء ليس أصلاً، لأنّ الهمزة مبدلة من واو، يقال وِكافٌ وإكافٌ‏.‏

أي هم قليل، قدر ما يشبعهم رأس واحد‏.‏

في شرح ديوان الأعشى‏:‏ ‏"‏الآكال قطائع وطعم كانت الملوك تطعمها الأشراف‏"‏‏.‏

رواية الديوان 11 واللسان ‏(‏13‏:‏ 22‏)‏‏:‏ ‏"‏جندك التالد العتيق‏"‏‏.‏ وفي شرح الديوان‏:‏ ‏"‏ويروى‏:‏ الطارف التليد‏"‏‏.‏

يقال فيه‏:‏ أكلتني، بالتشديد، وآكلتني بالهمز‏.‏ انظر اللسان ‏(‏13‏:‏ 19‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏والأكلة على فعلة الراعية‏"‏ صوابه من اللسان والقاموس‏.‏ يقال كثرت الآكلة في بلاد بني فلان، أي الراعية‏.‏

الإكلة بالكسر، والأكال بالضم‏:‏ الحكة والجرب‏.‏

المصحاة، بالصاد المهملة‏:‏ الكأس أو القدح من الفضة‏.‏ وقد روي في اللسان ‏(‏13‏:‏ 23‏)‏‏:‏ ‏"‏مسحاة‏"‏ بالسين، صوابه ما هنا‏.‏ وهو المطابق لما في الديوان 20 واللسان ‏(‏19‏:‏ 185‏)‏‏.‏

يقال فيه آكلت بالمد وبالتضعيف كذلك‏.‏

انظر ديوان الأعشى ص107‏.‏

تمامه في اللسان ‏(‏13‏:‏ 22‏)‏‏:‏ ‏"‏والله لأقيدنه منه‏"‏‏.‏

قدر جماع، بكسر الجيم‏:‏ جامعة عظيمة، وقيل هي التي تجمع الجزور‏.‏

قرأ بسكون الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو، وسائر القراء بضمها‏.‏ إتحاف فضلاء البشر 272‏.‏

البيت في اللسان ‏(‏14‏:‏ 188‏)‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏مجزئلات‏"‏ صوابه بالحاء المهملة‏.‏

يقال مأكمان ومأكمتان‏.‏

البيت بدون نسبة في اللسان ‏(‏14‏:‏ 286‏)‏‏.‏

الحصنان‏:‏ موضع بعينه، ذكره ياقوت‏.‏ والبيت في تكملة شعر الأخطل من نسخة طهران الخطية ص 43 طبع بيروت سنة 1938، من أبيات تسعة يهجو بها زيد بن منذر النمري‏.‏ وصدره‏:‏

* لكن إلى جرثم المقاء إذ ولدت *

وفي الأصل‏:‏ ‏"‏أكارا‏"‏‏.‏ والقصيدة مكسورة الروي‏.‏

‏(‏باب الهمزة واللام وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ألم‏)‏

الهمزة واللام والميم أصل واحد، وهو الوجع‏.‏ قال الخليل‏:‏ الألم‏:‏ الوجع، يقال وجَع ألِيمٌ، والفعل من الألم ألِمَ‏.‏ وهو ألِمٌ، والمجاوز ألِيمٌ، فهو على هذا القياس فَعِيل بمعنى مُفْعِل‏.‏ وكذلك وجِيعٌ بمعنى مُوجِع‏.‏ قال‏:‏

* أمِنْ رَيحانة الدّاعي السميعُ *

فوضع السميع موضع مُسْمِع‏.‏ قال ابن الأعرابي عذاب أليم أي مؤلم ورجل ألِيمٌ ومُؤْلَمٌ أي موجَعٌ‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ يقال ألِمْتَ نَفْسَك، كما تقول سفِهْتَ نَفْسَك‏.‏ والعرب تقول‏:‏ ‏"‏الحُرُّ يُعْطي والعبد يألم قَلْبَه‏"‏‏.‏

‏(‏أله‏)‏

الهمزة واللام والهاء أصل واحد، وهو التعبُّد‏.‏ فالإله الله تعالى، وسمّيَ بذلك لأنّه معبود‏.‏ ويقال تألّه الرجُل، إذا تعبّد‏.‏ قال رؤبة‏:‏

للهِ دَرُّ الغانِياتِ المُدَّهِ *** سَبَّحْنَ واستَرْجَعْنَ مِن تَأَلُّهِي

والإلاهة‏:‏ الشَّمْس، سمّيت بذلك لأنّ قوما كانوا يعبدونها‏.‏ قال الشاعر‏:‏

* فبادَرْنا الإلاهَة أنْ تؤوبا *

فأما قولهم في التحيُّر ألِهَ يَأْلَهُ فليس من الباب، لأنّ الهمزة واو‏.‏ وقد ذكر في بابه‏.‏

‏(‏ألو/ي‏)‏

الهمزة واللام وما بعدهما في المعتلّ أصلان متباعدان‏:‏ أحدهما الاجتهاد* والمبالغة ‏[‏والآخر التقصير‏]‏ والثاني خلاف ذلك الأوّل‏.‏ قولهم آلَى يُولِي إذا حلَف ألِيَّةً وإِلْوَةً، قال شاعر‏:‏

أتاني عن النُّعمان جَوْرُ أَلِيَّةٍ *** يجُورُ بها من مُتْهِمٍ بعد مُنْجِدِ

وقال في الألْوَة‏:‏

* يُكذِّبُ أقوالي ويُحْنِثُ ألْوتي *

والأَلِيّةُ محمولة على فَعولة، وأَلْوَة على فعْلَة نحو القَدْمَة‏.‏ ويقال يُؤْلي وَيَأْتَلِي، ويتأَلَّى في المبالغة‏.‏ قال الفرّاء‏:‏ يقال ائتلى الرّجُل إذا حلف، وفي كتاب الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنْكُمْ‏}‏ ‏[‏النور 22‏]‏‏.‏ ورُبّما جمعوا أَلْوَةً أُلىً‏.‏ وأنشد‏:‏

قليلاً كتحليل الأُلَى ثم قلّصت *** به شِيمَةٌ رَوْعَاءُ تقليصَ طائِر

قال‏:‏ ويقال لليمين أَلْوَةٌ وأُلْوَةٌ وإلْوَة وأَلِيّة‏.‏ قال الخليل‏:‏ يقال ما أَلَوْتُ عن الجُهْدِ في حاجتك، وما ألَوْتُك نُصْحاً، قال‏:‏

* نحنُ فَضَلْنا جُهْدَنَا لَمْ نَأْتَلِه *

أي لم نَدَعْ جُهْدا‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ يقال ألَوْتُ في الشيء آلو، إذا قصرت فيه‏.‏ ويقول في المثل‏:‏ ‏"‏إلاّ حَظِيّةٌ فلا أَلِيّةٌ‏"‏، يقول‏:‏ إن أَخْطأَتْك الحُظوة فلا تَتَأَلَّ أن تتودَّد إلى النّاس‏.‏ الشيباني‏:‏ آليت توانيت وأبطأت‏.‏ قال‏:‏

* فما آلى بَنِيَّ وما أساؤُوا *

وأَلّى الكلب عن صيده، إذا قصّر، وكذلك البازِي ونحوُه‏.‏ قال بعض الأعراب‏:‏

وإني إذ تُسَابِقُني نَوَاها *** مُؤَلٍّ في زيارتها مُلِيمُ

فأمّا قول الهذلي‏:‏

جهراءُ لا تألو إذا هي أَظْهَرَتْ *** بَصَراً ولا من عَيْلَةٍ تُغْنيني

وأما قول الأعشى‏:‏

‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ولا *** يقطع رِحْماً ولا يَخُون إلاَ

‏(‏ألب‏)‏

الهمزة واللام والباء يكون من التجمُّع والعطف والرّجوع وما أشبه ذلك‏.‏ قال الخليل‏:‏ الإلْبُ الصَِّغْوُ، يقال إلْبُه معه، وصاروا عليه إلْباً واحداً في العداوة والشرّ‏.‏ قال‏:‏

والناس إلْبٌ علينا فيك ليس لنا *** إلا السيوفَ وأطرافَ القنا وزَرُ

الشّيباني‏:‏ تَأَلَّبُوا عليه اجتمعوا، وَأَلَبُوا يَأْلِبُونَ أَلْباً‏.‏ ويقال إنَّ الأَلْبَةَ المجاعة، سمِّيت بذلك لتألُّبِ الناس فيها‏.‏ وقال ابن الأعرابيّ‏:‏ أَلَبَ‏:‏ رجع‏.‏ قال‏:‏ وحدّثني رجلٌ من بني ضَبّة بحديث ثم أخذ في غيره، فسألته عن الأوّل فقال‏:‏

‏"‏السّاعةَ يَأْلِبُ إليك‏"‏ أي يرجع إليك‏.‏ وأنشد ابن الأعرابي‏:‏

ألم تعلمي أن الأحاديث في غَدٍ *** وبعد غَدٍ يَأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرائدِ

أي ينضمّ بعضُها إلى بعض‏.‏ ومن هذا القياس قولهم‏:‏ فلان يألُِبُ إبلَه أي يطردُها‏.‏ ومنه أيضاً قول ابن الأعرابي‏:‏ رجل إلْبُ حَرْبٍ، إذا كان يُؤَلِّبُ فيها ويجمِّع‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ ألَبَ الجُرْحُ يأْلُبُ أَلْباً، إذا بدأ ‏[‏برؤه‏]‏ ثم عاوَدَه في أسفله نَغَل‏.‏ وأمّا قولهم لما بين الأصابع إلْبٌ فمن هذا أيضاً، لأنه مَجمع الأصابع‏.‏ قال‏:‏

* حَتّى كأنّ الفرْسَخينِ إلْبُ *

والذي حكاه ابن السّكّيت من قولهم ليلة أَلُوبٌ، أي باردة، ممكنٌ أن يكون من هذا الباب، لأن واجد البرد يتجمّع ويتضامّ، وممكنٌ أن يكون هذا من باب الإبدال، ويكون الهمزة بدلاً من الهاء، وقد ذُكر في بابه‏.‏ وقول الراجز‏:‏

* تَبَشّرِي بماتِحٍ أَلُوبِ *

فقيل هو الذي يُتابع الدِّلاء يستقي ببعضها في إثر بعض، كما يتألَّب القومُ بعضُهم إلى بعض‏.‏

‏(‏ألت‏)‏

الهمزة واللام والتاء كلمةٌ واحدة، تدلُّ على النُّقصان، يقال ألَتَهُ يَأْلِتُهُ أي نقصه‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لا يَأْلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً‏}‏ ‏[‏الحجرات 14‏]‏ أي لا ينقصكم‏.‏

‏(‏ألس‏)‏

الهمزة واللام والسين كلمةٌ واحدة، وهي الخيانة‏.‏ العرب تسمّي الخيانة ألْساً، يقولون‏:‏ ‏"‏لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِس‏"‏‏.‏

‏(‏ألف‏)‏

الهمزة واللام والفاء أصل واحد، يدلُّ على انضمام الشيء إلى الشيء، والأشياء الكثيرة أيضاً‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأَلْفُ معروفٌ، والجمع الآلاف‏.‏ وقد آلَفتِ الإبلُ، ممدودة، أي صارت ألفاً‏.‏ قال ابنُ الأعرابي‏:‏ آلَفْتُ القومَ‏:‏ صيَّرتهم أَلْفاً، وآلَفْتهم، صيَّرتهم ألفاً بغيري، وآلفوا‏:‏ صارُوا ألفاً‏.‏ ومثله أخْمَسُوا، وأماؤوا‏.‏ وهذا قياس صحيح، لأنّ الألف اجتماع المِئين‏.‏ قال الخليل‏:‏ ألِفْتُ الشيءَ آلَفُه‏.‏ والأُلْفَة مصدر الائتلاف‏.‏ وإلْفُكَ وأليفك‏:‏ الذي تألفه‏.‏ ‏[‏و‏]‏ كلُّ شيءٍ ضممتَ* بعضَه إلى بعضٍ فقد ألّفته تأليفاً‏.‏ الأصمعيّ‏:‏ يقال ألِفْتُ الشيء آلَفُه إلْفاً وأنا آلِفٌ، وآلَفْتُه وأنا مُؤْلفٌ‏.‏ قال ذو الرمّة‏:‏

من المؤْلِفَات الرَّمْلِ أدْماءُ حُرَّةٌ *** شُعاعُ الضُّحَى في لَوْنها يتوضَّحُ

قال أبو زيد‏:‏ أهل الحجاز يقولون آلَفْتُ المكانَ والقومَ‏.‏ وآلَفْتُ غيري أيضاً حملته على أن يألَفَ‏.‏ قال الخليل‏:‏ وأوالِفُ الطّير‏:‏ التي بمكة وغيرِها‏.‏ قال‏:‏

* أوَالِفاً مَكّة مِنْ وُرْقِ الحَمِي *

ويقال آلَفَت هذه الطَّيرُ موضعَ كذا، وهن مُؤْلِفاتٌ، لأنّها لا تبرح فأما قولـه تعالى‏:‏ ‏{‏لإيلاَفِ قُرَيْشٍ‏}‏ ‏[‏قريش 1‏]‏‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ المألف‏:‏ الشجر المُودِق الذي يدنو إليه الصّيد لإلْفِه إيّاهُ، فيَدِقُ إليه‏.‏

‏(‏ألق‏)‏

الهمزة واللام والقاف أصلٌ يدلُّ على الخفّة والطيش، واللَّمعانِ بسُرعة‏.‏ قال الخليل‏:‏ الإلْقَة‏:‏ السِّعلاة، والذِّئبة، والمرأة الجريئة، لخبثهنَّ‏.‏ قال ابنُ السِّكِّيت‏:‏ والجمع إلَقٌ‏.‏ قال شاعر‏:‏

* جَدَّ وَجَدَّتْ إلَقَةًٌ من الإلَقْ *

قال‏:‏ ويقال امرأةٌ ألَقَى سريعة الوَثْب‏.‏ قال بعضُهم‏:‏ رجل ألاَّقٌ أي كذّاب‏.‏ وقد ألَق بالكذب يَأْلِقُ أَلْقاً‏.‏ قال أبو عليّ الأصفهاني، عن القريعيّ‏:‏ تألَّقَت المرأة، إذا شمّرت للخصومة واستعدّت للشرّ ورفعت رأسَها‏.‏ قال ابن الأعرابيّ‏:‏ معناه صارت مثل الإلْقة‏.‏ وذكر ابن السكّيت‏:‏ امرأة إلْقَةٌ ورجل إلْقٌ‏.‏ ومن هذا القياس‏:‏ ائتلق البرق ائتلاقاً إذا برق، وتألَّق تأَلُّقاً‏.‏ قال‏:‏

يُصِيخُ طَوْراً وطَوْراً يقْترِي دَهِساً *** كأنّه كوكَبٌ بالرَّمْلِ يأتلِقُ

‏(‏ألك‏)‏

الهمزة واللام والكاف أصلٌ واحد، وهو تَحمُّلُ الرِّسالة‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأَلُوكُ الرسالة، وهي المألُكَةُ على مَفْعَُلَة‏.‏ قال النابغة‏:‏

ألِكْني يا عُييْنَُ إليك قولاً *** ستحمِلُه الرُّواة إليكَ عَنِّي

قال‏:‏ وإنما سمِّيت الرسالة أَلُوكاً لأنها تؤلَكُ في الفم، مشتقٌّ من قول العرب‏:‏ الفرس يَألَكُ باللّجام ويعلُكه، إذا مضغ الحديدة‏.‏ قال‏:‏ ويجوز للشاعر تذكير المَأْلَكَة‏.‏ قال عديّ‏:‏

أبْلِغِ النُّعمان عنّي مألُكاً *** أنَّه قد طال حَبْسي وانتظاري

وقول العرب‏:‏ ‏"‏أَلِكْني إلى فلانٍ‏"‏، المعنى تَحَمَّلْ رسالتي إليه‏.‏ قال‏:‏

ألِكْني إليها عَمْرَك اللهَ يا فَتَى *** بآيةِ ما جاءت إلينا تهادِيا

قال أبو زيد‏:‏ أَلَكْته أُلِيكُهُ إلاكةً، إذا أرسلته‏.‏ قال يونس بن حبيب‏:‏ استلأك فلانٌ لِفلان أي ذهب برسالته، والقياس استألك‏.‏

هو عمرو بن معد يكرب من قصيدة لـه في الأصمعيات ص43‏.‏ وعجز البيت كما في الأصمعيات واللسان ‏(‏10‏:‏ 28‏)‏‏:‏ * يؤرقني وأصحابي هجوع *

ومما يستشهد به من هذه القصيدة لفعيل بمعنى مفعل، بكسر العين، قوله‏:‏

وخيل قد دلفت لها بخيل *** تحية بينهم ضرب وجيع

انظر الخزانة ‏(‏3‏:‏ 56‏)‏‏.‏

المده، من المده، وهو المدح‏.‏ والبيتان في اللسان ‏(‏مده، أله‏)‏ وديوان رؤبة ص165‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏الشيء‏"‏ تحريف‏.‏

هي مية أم عتيبة بن الحارث، أو أم البنين بنت عتيبة بن الحارث، ترثي عتيبة، وقيل هي بنت الحارث اليربوعي‏.‏ انظر اللسان ‏(‏17‏:‏ 360‏)‏‏.‏

ليست في الأصل، وبمثلها يتم الكلام‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏والأول‏"‏‏.‏

الألوة، مثلثة ساكنة اللام‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏ألوى‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏شمة روعاء‏"‏، وإنما هي الشيمة بمعنى السجية والطبيعة‏.‏

هو الربيع بن ضبع الفزاري‏.‏ انظر المعمرين 7 والخزانة ‏(‏3‏:‏ 306‏)‏‏.‏ وصدر البيت كما فيهما وكما في اللسان ‏(‏18‏:‏ 41‏)‏‏:‏

* وإن كنائني لنساء صدق *

عجزه في اللسان ‏(‏18‏:‏ 41‏)‏‏.‏

هو أبو العيال الهذلي، يصف منيحة منحه إياها بدر بن عمار الهذلي‏.‏ انظر شرح أشعار الهذليين للسكري ص130 واللسان ‏(‏5‏:‏ 223‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏بطرا ولا من عليه يغنيني‏"‏، صوابه من شرح أشعار الهذليين واللسان‏.‏ وأظهرت‏:‏ دخلت في وقت الظهر‏.‏

البيت بتمامه، كما في ديوان الأعشى 157 والمجمل واللسان ‏(‏18‏:‏ 46‏)‏‏:‏

أبيض لا يرهب الهزال ولا *** يقطع رحما ولا يخون إلا

وقد نفص كلام بعد البيت، وبالرجوع إلى اللسان يمكن تقدير هذا النقص‏.‏ وقد جاء به في المجمل شاهداً لواحد الآلاء بمعنى النعم‏.‏

الإلب بفتح الهمزة وكسرها، وكذا الصغو، بالفتح والكسر، أي الميل‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏الضعو‏"‏ تحريف‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏ليس علينا‏"‏‏.‏

البيت في اللسان ‏(‏1‏:‏ 209‏)‏ بدون نسبة‏.‏

التكملة من اللسان ‏(‏1‏:‏ 210‏)‏ ونصه‏:‏ ‏"‏والألب ابتداء برء الدمل‏"‏‏.‏

في اللسان عن ابن جني‏:‏ ‏"‏مابين الإبهام والسبابة‏"‏‏.‏ وفي القاموس‏:‏ ‏"‏الإلب بالكسر‏:‏ الفتر‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏واحد‏"‏ بالحاء المهملة، صوابه بالجيم‏.‏

البيت في اللسان ‏(‏1‏:‏ 210‏)‏‏.‏

هي قراءة الحسن والأعرج وأبي عمرو، كما في تفسير أبي حيان ‏(‏8‏:‏ 117‏)‏‏.‏ وفي الأصل‏:‏

‏{‏لا يَلِتْكُمْ‏}‏بقراءة جمهور القراء، وإيرادها هنا خطأ، وموضعها مادة ‏(‏ليت‏)‏

‏.‏

البيت في ديوانه 80 واللسان ‏(‏10‏:‏ 352‏)‏ ويروى‏:‏ ‏"‏من الآفات‏"‏ و‏"‏من الموطنات‏"‏ كما في شرح الديوان‏.‏

هوالعجاج من أرجوزة في ديوانه ص58-62‏.‏ وانظر سيبويه ‏(‏1‏:‏ 8، 56‏)‏ واللسان ‏(‏15‏:‏ 48‏)‏‏.‏

هذه رواية سيبويه في ‏(‏1‏:‏ 56‏)‏ واللسان ‏(‏10‏:‏ 354‏)‏ وفي غيرهما‏:‏ ‏"‏قواطنا مكة‏"‏ و‏"‏الحمى‏"‏ أراد‏:‏ الحمام، فحذف الميم وقلب الألف ياء‏.‏ وقبل هذا البيت‏:‏

ورب هذا البلد المحرم *** والقاطنات البيت غير الريم

كذا جاء الكلام هاهنا ناقصا‏.‏ وفي اللسان‏:‏ ‏"‏يقول تعالى‏:‏ أهلكت أصحاب الفيل لأولف قريشاً مكة، ولتؤلف قريش رحلة الشتاء والصيف، أي تجمع بينهما، إذا فرغوا من ذه أخذوا في ذه‏"‏‏.‏

ودق الصيد يدق ودقا، إذا دنا منك‏.‏

هو الراجز رؤبة بن العجاج، انظر ديوانه 107 والحيوان ‏(‏2‏:‏ 285/ 6‏:‏ 314‏)‏‏.‏

من قصيدة له في ديوانه ص78 من خمسة دواوين العرب‏.‏ قالها حين قتلت بنو عيسى نضلة الأسدي وقتلت بنو أسد منهم رجلين، فأراد عبيد بن حصن عون بني عبس، وأن يخرج بني أسد من حلف بني ذبيان‏.‏

في اللسان ‏(‏12‏:‏ 273‏)‏‏.‏ ‏"‏ياعتيق‏"‏ محرف‏.‏ وعجزه في اللسان‏:‏ ‏"‏ستهديه الرواة إليك عني‏"‏، وفي الديوان‏:‏ ‏"‏سأهديه إليك إليك عني‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏توالك‏"‏‏.‏

في أصل‏:‏ ‏"‏تنكير المألكة‏"‏، والوجه ما أثبت‏.‏ على أنه قد روي في اللسان عن محمد بن يزيد أنه قال‏:‏ ‏"‏مألك جمع مألكة‏"‏‏.‏

البيت لسحيم‏:‏ كما في المجمل‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏جاءت إليها‏"‏ صوابه من المجمل‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏ألكة‏"‏ صوابه من المجمل‏.‏ وهو في وزن أقمته أقيمه إقامة، وأصبته أصيبه إصابة‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏بفلان‏"‏‏.‏

‏(‏باب الهمزة والميم وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أمن‏)‏

الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان‏:‏ أحدهما الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب، والآخر التصديق‏.‏ والمعنيان كما قلنا متدانيان‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأَمَنَةُ مِن الأمْن‏.‏ والأمان إعطاء الأَمَنَة‏.‏ والأمانة ضدُّ الخيانة‏.‏

يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْناً وأَمَنَةً وأَماناً، وآمنني يُؤْمنني إيماناً‏.‏ والعرب تقول‏:‏ رجل أُمَّانٌ، إذا كان أميناً‏.‏ قال الأعشى‏:‏

ولقد شَهِدْتُ التّاجِر الـ *** أُمّانَ موْرُوداً شرابُه

وما كان أميناً ولقد أَمُنَ‏.‏ قال أبو حاتم‏:‏ الأمين المؤتَمِن‏.‏ قال النابغة‏:‏

وكنتَ أمينَهُ لو لم تخُنْه *** ولكن لا أمانَةَ لليماني

وقال حسّان‏:‏

وَأمينٍ حَفَّظْتُه سِرَّ نفسي *** فوَعاهُ حِفْظَ الأمينِ الأمِينا

الأوّل مفعول والثاني فاعل، كأنّه قال‏:‏ حفْظ المؤتَمَن المؤتَمِن‏.‏ وبيْتٌ آمِنٌ ذو أَمْن‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏رَبِّ اجْعَلْ هذا البَلَدَ آمِناً‏}‏ ‏[‏إبراهيم 35‏]‏‏.‏ وأنشد اللِّحيانيّ‏:‏

ألم تعلَمي يا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّني *** حَلَفْتُ يميناً لا أَخُون أمِيني

أي آمِني‏.‏ وقال اللّحياني وغيره‏:‏ رجلٌ أُمَنَة إذا كان يأمَنه الناسُ ولا يخافون غَائِلَتَهُ؛ وأَمَنَةٌ بالفتح يصدّق ما سَمِع ولا يكذِّب بشيءٍ، يثق بالناس‏.‏ فأما قولهم‏:‏ أعطيتُ فلاناً من آمَنِ مالي فقالوا‏:‏ معناهُ مِن أعَزِّه عليّ‏.‏ وهذا وإن كان كذا فالمعنى معنى الباب كلِّه، لأنّه إذا كان من أعزّه عليه فهو الذي تسكن نفسهُ‏.‏ وأنشدوا قولَ القائل‏:‏

ونِقِي بآمَن مالِنا أحسابَنَا *** و*نُجِِرُّ في الهَيْجَا الرّمَاحَ ونَدّعِي

وفي المثل‏:‏ ‏"‏مِن مَأمَنِه يُؤْتَى الحَذِر‏"‏ ويقولون‏:‏ ‏"‏البَلَوِيُّ أخُوك ولا تأمَنْه‏"‏، يُراد به التَّحذير‏.‏

وأمّا التّصديق فقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا‏}‏ ‏[‏يوسف 17‏]‏ أي مصدِّقٍ لنا‏.‏ وقال بعض أهل العلم‏:‏ إن ‏"‏المؤمن‏"‏ في صفات الله تعالى هو أن يَصْدُق ما وَعَدَ عبدَه من الثّواب‏.‏ وقال آخرون‏:‏ هو مؤمنٌ لأوليائه يؤْمِنُهم عذابَه ولا يظلمُهم‏.‏ فهذا قد عاد إلى المعنى الأوّل‏.‏ ومنه قول النّابغة‏:‏

والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرِ يمسحُها *** رُكْبانُ مَكة بين الغِيلِ والسَّعَدِ

ومن الباب الثاني- والله أَعلمُ- قولنا في الدعاء‏:‏ ‏"‏آمين‏"‏، قالوا‏:‏ تفسيره‏:‏ اللهم افْعَل، ويقال هو اسمٌ من أسماء الله تعالى‏.‏ قال‏:‏

تباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ وابنُ أُمِّهِ *** أَمِينَ فزادَ اللهُ ما بيننا بُعْدا

وربما مَدُّوا، وحُجّتُه قولُه

يا رَبِّ لا تسلِبَنّي حُبَّها أبداً *** ويَرْحَمُ اللهُ عَبْداً قالَ آمِينَا

‏(‏أمه‏)‏

وأما الهمزة والميم والهاء‏.‏ فقد ذكروا في قول الله‏:‏ ‏{‏وادّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ‏}‏ ‏[‏يوسف 45‏]‏ على قراءة من قرأها كذلك، أنّه النّسيان، يقال أمِهْتُ إذَا نسِيتَ‏.‏ وذا حرفٌ واحد لا يقاسُ عليه‏.‏

‏(‏أمو/ي‏)‏

وأما الهمزة والميم ‏[‏وما‏]‏ بعدهما من المعتلّ فأصلٌ واحد‏.‏ وهو عُبوديّة المملوكة‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأمَة المرأة ذات عُبوديّة‏.‏ تقول أقرّتْ بالأمُوَّة‏.‏ قال‏:‏

* كما تَهْدِي إلى العُرُساتِ آمِ *

وتقول‏:‏ تأمَّيْتُ فُلانةَ جعلتُها أَمَةً‏.‏ وكذلك استَأْمَيْتُ‏.‏ قال‏:‏

* يرضَوْنَ بالتّعْبيدِ والتّأَمّي *

ولو قيل‏:‏ تَأَمّتْ، أي صارت أمةً، لكان صواباً‏.‏ وقال في الأُمِيّ‏:‏

إذا تبارَين معاً كالأُمِيِّ *** في سَبْسَبٍ مطَّرِد القَتَامْ

ولقد أَمِيتِ وتَأَمّيْتِ أُمُوّةً‏.‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ يقال استَأْمَتْ إذا أَشْبَهَت الإماءَ، وليست بمستأميةٍ إذا لم تشبِهْهن وكذلك عبدٌ مستعبِدٌ‏.‏

‏(‏أمت‏)‏

الهمزة والميم والتاء أصلٌ واحد لا يقاس عليه، وهو الأَمْتُ، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً ولاَ أَمْتاً‏}‏ ‏[‏طه 107‏]‏‏.‏ قال الخليل‏:‏ العِوَج والأمْتُ بمعنىً واحد‏.‏ وقال آخرون – وهو ذلك المعنى – إنّ الأمْتَ أن يغلُظ مكانٌ ويَرِقّ مكان‏.‏

‏(‏أمد‏)‏

الهمزة والميم والدال، الأمد‏:‏ الغاية‏.‏ كلمةٌ واحدة لا يقاس عليها‏.‏

‏(‏أمر‏)‏

الهمزة والميم والراء أصولٌ خمسةٌ‏:‏ الأمر من الأمور، والأمر ضدّ النهي، والأَمَر النَّماء والبَرَكة بفتح الميم، والمَعْلَم، والعَجَب‏.‏

فأمّا الواحد من الأمور فقولهم هذا أمرٌ رَضِيُتُه، وأمرٌ لا أَرضاه‏.‏ وفي المثل‏:‏ ‏"‏أمْرٌ‏]‏ ما أتَى بك‏"‏‏.‏ ومن ذلك في المثل‏:‏ ‏"‏لأمْرٍ ما يُسوَّد من يَسُوُد‏"‏‏.‏ والأمر الذي هو نقيض النَّهْي قولك افعَلْ كذا‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ يقال‏:‏ لي عليك أمْرَةٌ مطاعَةٌ، أي لي عليك أنْ آمُرَكَ مرّةً واحدةً فتُطِيعَني‏.‏ قال الكسائي‏:‏ فلان يُؤامِرُ نفسَيْه، أي نفسٌ تأمره بشيءٍ ونفسٌ تأمره بآخَر‏.‏ وقال‏:‏ إنّه لأَمُورٌ بالمعروف ونَهِيٌّ عن المنكر، من قوم أُمُرٍ‏.‏ ومن هذا الباب الإمْرَة والإمارة، وصاحبها أميرٌ ومؤمَّر‏.‏ قال ابن الأعرابيّ‏:‏ أمَّرتُ فلاناً أي جعلتُه أميراً‏.‏ وأَمَرْتُه وآمرتُه كلُّهن بمعنىً واحد‏.‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ أمر فلانٌ على قومه، إذا صار أميراً‏.‏ ومن هذا الباب الإمَّرُ الذي لا يزال يستأمِر النّاسَ وينتهي إلى أمرهم‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ الإمّرُ الرّجل الضعيف الرأي الأحمق‏.‏ الذي يَسمعُ كلامَ هذا ‏[‏وكلام هذا‏]‏ فلا يدري بأيِّ شيءٍ يأخُذ‏.‏ قال‏:‏

ولستُ بِذِي رَثْيَةٍ إمَّرٍ *** إذا قِيدَ مُستكْرَهاً أَصْحَبَا

وتقول العرب‏:‏ ‏"‏إذا طلعت الشِّعرَى سَحَراً، ولم تَرَ فيها مَطراً، فلا تُلْحِقَنَّ فيها إمَّرَةً ولا إمَّراً‏"‏، يقول‏:‏ لا تُرسِل في إبلك رجلاً لا عقل له‏.‏

وأمّا النّماء فقال الخليل‏:‏ الأمَرُ النّماء والبَرَكة وامْرَأَةٌ أَمِرَةٌ أي مباركةٌ على زوجها‏.‏ وقد أمِرَ الشّيء أَي كثُر‏.‏ ويقول العرب‏:‏ ‏"‏من قَلَّ ذَلَّ، ومن أَمِر فَلّ‏"‏ أَي من كثُرَ غَلَبَ‏.‏ وتقول‏:‏ أمِرَ بنو فلان أمَرَةً أي كثُروا وولدَتْ نَعَمُهُم‏.‏ قال لبيد‏:‏

إنْ يُغْـبَطُوا يَهْبِطُوا وإنْ أَمِرُوا *** يَوْماً يصيروا للهُلْكِ والنَّفَدِ

قال الأصمعيّ‏:‏ يقول العرب‏:‏ ‏"‏خيرُ المالِ سِكّةٌ مَأْبُورَة، أو* مُهْرَةٌ مأمورة‏"‏ وهي الكثيرةُ الولدِ المبارَكة‏.‏ ويقال‏:‏ أَمرَ الله مالـه وآمَرَه‏.‏ ومنه ‏"‏مُهرةٌ مأمورة‏"‏ ومن الأوّل‏:‏ ‏{‏أَمَرْنا مُتْرَفِيها‏}‏ ‏[‏الإسراء 16‏]‏‏.‏ ومن قرأ ‏(‏أَمَّرْنا‏)‏ فتأويله وَلَّيْنا‏.‏

وأمّا المَعْلَمُ والمَوْعِد فقال الخليل‏:‏ الأَمارة المَوْعِد‏.‏ قال العجاج‏:‏

* إلى أمَارٍ وأمَارِ مُدَّتي *

قال الأصمعيّ‏:‏ الأمارة العلامة، تقول اجْعَلْ بيني وبينك أمَارة وأمَاراً‏.‏ قال‏:‏

إذا الشّمسُ ذرّتْ في البلادِ فإنّها *** أَمَارةُ تسليمي عليكِ فسلِّمي

والأمارُ أمارُ الطّريق‏:‏ مَعالِمُه، الواحدة أَمارة‏.‏ قال حُمَيد بن ثَور‏:‏

بِسواءِ مَجْمَعَةٍ كأنَّ أمَارةً *** فيها إذا برزَتْ فَنيقٌ يَخْطِر

والأمَرُ واليَأْمُور العَلَم أَيضاً، يقال‏:‏ جعلتُ بيني وبينه أمَاراً ووَقْتا ومَوْعِداً وأَجَلاً، كل ذلك أَمارٌ‏.‏

وأمّا العَجَبُ فقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إمْراً‏}‏ ‏[‏الكهف 71‏]‏‏.‏

‏(‏أمع‏)‏

الهمزة والميم والعين، ليس بأصل، والذي جاء فيه رجلٌ إمَّعَةٌ، وهو الضعيف الرّأْي، القائلُ لكلِّ أحدٍ أنا معَك‏.‏ قال ابنُ مسعود‏:‏ ‏"‏لا يكونَنَّ أَحَدُكم إمَّعَةً‏"‏، والأصل ‏"‏مع‏"‏ والألف زائدة‏.‏

‏(‏أمل‏)‏

الهمزة والميم واللام أصلان‏:‏ الأول التثبُّت والانتظار، والثاني الحَبْل من الرَّمل‏.‏ فأمّا الأول فقال الخليل‏:‏ الأمل الرَّجاء، فتقول أمَّلتُه أُؤَمِّله تأميلاً، وأَمَلْتُه آمُلُهُ أَمْلاً وإمْلَةً على بناء جِلْسَة‏.‏ وهذا فيه بعضُ الانتظار‏.‏ وقال أيضاً‏:‏ التأمُّل التثبّت في النَّظر‏.‏ قال‏:‏

تَأَمَّلْ خَليلي هَلْ تَرَى مِن ظعائنٍ *** تَحَمَّلْنَ بالعَلياءِ من فوق جُرْثُمِ

وقال المرار‏:‏

تَأَمَّلْ ما تَقُولُ وكُنْتَ قِدْماً *** قُطامِيَّاً تأمُّلُهُ قليلُ

القُطاميَّ‏:‏ الصَّقْر، وهو مُكتَفٍ بنظرةٍ واحدة‏.‏

والأصل الثاني قال الخليل‏:‏ والأمِيلُ حبْلٌ من الرمل معتزِلٌ معْظَمَ الرّمل، وهو على تقدير فَعِيل، وجمْعُه أُمُل‏.‏ أَنشد ابنُ الأعرابيّ‏:‏

* وقد تجشّمت أمِيلَ الأمْلِ *

تجشّمت‏:‏ تعسَّفت‏.‏ وأمِيل الأُمُلِ‏:‏ أعظَمُها‏.‏ وقال‏:‏

فانصاعَ مذْعُوراً وما تَصَدَّفاً *** كالبَرْقِ يجتازُ أَمِيلاً أَعْرَفَا

قال الأصمعيّ‏:‏ في المثل‏:‏ ‏"‏قد كان بينَ الأَميلَين مَحَلٌّ‏"‏ يُراد قد كان في الأرض متّسَعٌ‏.‏

____________________

انظر ديوانه ص54 واللسان ‏(‏أمن 162‏)‏‏.‏

ديوان النابغة 78‏.‏

ديوان حسان 414 بلفظ‏:‏ ‏"‏حدثته سر نفسي فرعاه‏"‏‏.‏

ويروى‏:‏ ‏"‏لا أخون يميني‏"‏ أي الذي يأتمنني‏.‏ وقيل إن الأمين في هذا البيت بمعنى المأمون‏.‏ انظر اللسان ‏(‏أمن 160-161‏)‏‏.‏

البيت للحادرة الذبياني في المفضليات ‏(‏1‏:‏ 43‏)‏ ويروى‏:‏ ‏"‏بآمن‏"‏ بكسر الميم‏.‏

البلوى‏:‏ منسوب إلى بلى، وهم بنو عمرو بن الحاف بن قضاعة، انظر الإنباه على قبائل الرواة ص132‏.‏

والمؤمن، بالجر على القسم، أو هو عطف على ‏"‏الذي‏"‏ في البيت قبله‏.‏ وهو كما في الديوان 24‏:‏

فلا لعمر الذي مسحت كعبته *** وما هريق على الأنصاب من جسد

وفي الأصل‏"‏والسند‏"‏، صوابه من الديوان‏.‏ والسعد‏:‏ أجمة بين مكة ومنى‏.‏

أنشده في اللسان ‏(‏16‏:‏ 167‏)‏ برواية‏:‏ ‏"‏فطحل إذ سألته‏"‏ وعلق عليه بقوله‏:‏ ‏"‏أراد‏:‏ زاد الله ما بيننا بعداً‏.‏ أمين‏"‏‏.‏

البيت لعمر بن أبي ربيعة، كما في اللسان‏.‏

هي قراءة ابن عباس، وزيد بن علي، والضحاك، وقتادة، وأبي رجاء، وشبيل بن عزرة، وربيعة بن عمرو، وكذلك قرأها ابن عمر، ومجاهد، وعكرمة، باختلاف عنهم‏.‏ وقرئ أيضاً ‏{‏إِمّة‏}‏ بكسر الهمزة وتشديد الميم‏.‏ وقرأها الجمهور بضم الهمزة وتشديد الميم‏.‏ انظر تفسير أبي حيان ‏(‏5‏:‏ 314‏)‏ واللسان ‏(‏أمه‏)‏‏.‏

تهدي‏:‏ تتقدم‏.‏ ورواية اللسان ‏(‏18‏:‏ 47‏)‏‏:‏ ‏"‏تردي‏"‏ وصدره‏:‏

* تركت الطير حاجلة عليه *

البيت لرؤبة في ديوانه 143 واللسان ‏(‏18‏:‏ 48‏)‏‏.‏ وقبله‏:‏

*ما الناس إلا كالثمام الثم *

يقال ‏"‏أُمي‏"‏ و‏"‏أَمي‏"‏ بضم الهمزة وفتحها، كما في أمالي ثعلب 643‏.‏

لعل أقدم من استعمل هذا المثل في شعره أنس بن مدركة الخثعمي، قال‏:‏

عزمت على إقامة ذي صباح *** لأمر ما يسود من يسود

انظر الحيوان ‏(‏3‏:‏ 81‏)‏ وسيبويه ‏(‏1‏:‏ 116‏)‏ والخزانة ‏(‏1‏:‏ 476‏)‏‏.‏ وأمثال الميداني ‏(‏2‏:‏ 130‏)‏‏.‏

نقل في اللسان كلام ابن بري على ‏"‏نهى‏"‏ فروى العبارة‏:‏ ‏"‏نهو عن المنكر‏"‏ وقال‏:‏ كان قياسه أن يقال نهيّ، لأن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق الأول بالسكون قلبت الواو ياء‏.‏

المعروف في هذا المعنى صيغة التشديد فقط‏.‏

يقال أَمَر وأَمُر وأَمِر، بفتح الهمزة وتثليث الميم‏.‏

زدتها مطاوعة للسياق‏.‏

البيت لامرئ القيس في ديوانه 156 واللسان ‏(‏أمر 92‏)‏‏:‏ والرثية‏:‏ الضعف، والحمق‏.‏ وفي الأصل واللسان‏:‏ ‏"‏ريثة‏"‏ صواب روايته من الديوان وأمالي ثعلب 45 واللسان ‏(‏2‏:‏ 9‏)‏‏.‏

انظر أمالي ثعلب ص558‏.‏

بالفاء، والتي قبلها بالقاف من القلة‏.‏ وفي اللسان ‏(‏14‏:‏ 46‏)‏ بالفاء في الموضعين، محرف‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏أمارة‏"‏ صوابه من القاموس، يقال‏:‏ أمر أمراً وأمرة‏.‏

البيت في ديوان لبيد ص19 طبع فينا 1880‏.‏ وقد أنشده في اللسان ‏(‏هبط 300‏)‏ برواية‏:‏ ‏"‏يوماً فهم للفناء‏"‏‏.‏ وفي ‏(‏أمر 88‏)‏‏:‏ ‏"‏يوماً يصيروا للهلك والنكد‏"‏‏.‏ وهذه الأخيرة هي رواية الديوان‏.‏

انظر‏:‏ أمالي ثعلب ص609‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏الحجاج‏"‏، تحريف‏.‏ انظر ديوان العجاج ص6 واللسان ‏(‏5‏:‏ 93‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏مدى‏"‏، محرف‏.‏ وقبل البيت‏:‏ * إذ ردها بكيده فارتدت *

رواية اللسان ‏(‏5‏:‏ 93‏)‏‏:‏ ‏"‏إذا طلعت شمس النهار‏"‏‏.‏

في اللسان‏:‏ ‏"‏كأن أمارة منها‏.‏

لم يذكرها في اللسان‏.‏ وبدلها في القاموس‏:‏ ‏"‏التؤمور‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏التآمير الأعلام في المفاوز، الواحد تؤمور‏"‏‏.‏

هو زهير، في معلقته‏.‏

البيت وتفسيره في اللسان ‏(‏قطم‏)‏ بدون نسبه‏.‏

سكن ميم ‏"‏الأمل‏"‏ للشعر‏.‏

البيت في اللسان ‏(‏أمل‏)‏‏.‏

‏(‏باب الهمزة والنون وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أني‏)‏

الهمزة والنون وما بعدهما من المعتل، لـه أصول أربعة‏:‏ البُطء وما أشبهه مِن الحِلم وغيره، وساعةٌ من الزمان، وإدراك الشيء، وظَرف من الظروف‏.‏ فأ‏[‏مّا ا‏]‏لأوّل فقال الخليل‏:‏ الأناةُ الحِلم، والفعل منه تأنَّى وتأَيَّا‏.‏ وينشد قول الكُمَيت‏:‏

قِفْ بالدِّيارِ وُقُوفَ زَائِرْ *** وتَأَنَّ إنّك غَيرُ صَاغِرْ

ويروى‏:‏ ‏"‏وتأَيَّ‏"‏ ويقال للتمكُّث في الأمور التأنِّي‏.‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للذي تَخَطَّى رقابَ النّاس يوم الجمعة‏:‏ ‏"‏رأيتك آذَيْتَ وآنَيْتَ‏"‏ يعني أخّرتَ المجيءَ وأبطأْت، وقال الحطيئة‏:‏

وآنَيْتُ العِشاء إلى سُهَيلٍ *** أو الشِّعْرَى فطال بيَ الأَنَاءُ

ويقال من الأنَاة رُجُلٌ أَنِيٌّ ذو أَنَاةٍ‏.‏ قال‏:‏

* واحْلُمْ فذُو الرّأْيِ الأِنيُّ الأحْلَمُ *

وقيل لابنة الخُسّ‏:‏ هل يُلْقِحُ الثَّنِيّ‏.‏ قالت‏:‏ نعم وإلقاحُه أَنِيٌّ‏.‏ أي بطيّ‏.‏

ويقال‏:‏ فلان خَيْرُهُ أنِيٌّ، أي بطيّ‏.‏ والأنَا، من الأناة والتُّؤَدة‏.‏ قال‏:‏

* طالَ الأَنَا وزَايَلَ الحَقَّ الأَشَرْ *

وقالَ‏:‏

أَنَاةً وَحِلماً وانتظاراً بهم غداً *** فما أنا بالواني ولا الضّرَع الغُمْرِ

وتقول للرّجل‏:‏ إنّه لذو أناةٍ، أي لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ وقورٌ‏.‏ قال النابغة‏:‏

الرِّفْق يُمْنٌ والأَناةُ سَعَادَةٌ *** فاستأْنِ في رفق تلاق نجاحا

واستأنيت فلاناً، أي لم أُعْجِلْه‏.‏ ويقال للمرأة الحليمة المباركة أناةٌ، والجمع أنَوَاتٌ‏.‏ قال أبو عُبيد‏:‏ الأَناة‏:‏ المرأة التي فيها فُتورٌ عند القيام‏.‏

وأما الزَّمان فالإنَى والأَنَى، ساعةٌ من ساعات الليل، والجمع آناءٌ، وكلُّ إنىً ساعةٌ‏.‏ وابنُ الأعرابيّ‏:‏ يقال أُنيٌّ في الجميع‏.‏ قال‏:‏

يا ليتَ لي مثلَ شَريبي من غَنِي

وهو شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحّاكُ الأُنِيّ ***

إذ الدّلاء حَملتْهُنّ الدُّلِي

يقول‏:‏ في أيِّ ساعةٍ جِئتَه وجدتَه يَضحك‏.‏

وأمَّا إدراك الشيء فالإنـى، تقول‏:‏ انتظرنا إنَى اللَّحم، إي إدراكَه‏.‏ وتقول‏:‏ ما أنَى لك ولم يَأْنِ لك، أي لم يَحِنْ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ ‏[‏الحديد 16‏]‏ أي لم يَحِنْ‏.‏ وآنَ يَئينُ‏.‏ واستأنَيت الطعامَ، أي انتظرتُ إدراكه‏.‏ وَ‏{‏حَمِيمٍ آنٍ‏}‏ ‏[‏الرحمن 44‏]‏ قد انتهى حَرُّه‏.‏ والفعل أنَى الماءُ المسخَّنُ يأْنِي‏.‏ و‏"‏عَيْنٌ آنِيَةٌ‏"‏ قال عباس‏:‏

عَلانِيَةً والخيلُ يَغْشَى مُتُونَها *** حَمِيمٌ وآنٍ من دَمِ الجوف ناقِعُ

قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ يقال آن يَئين أَيْناً وأنَى لك يأني أَنْياً، أي حان‏.‏ ويقال‏:‏ أَتَيْتُ فلانا آيِنَةً بعد آيِنَةٍ، أي أَحياناً بعد أحيان، ويقال تارةً بعد تَارة‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏غَيْرَ نَاظِرِينَ إنَاهُ‏}‏ ‏[‏الأحزاب 53‏]‏‏.‏

وأمَّا الظَّرف فالإناء ممدود، من الآنيةِ‏.‏ والأواني جمع جمعٍ، يُجمَعُ فِعال على أفعِلة‏.‏

‏(‏أنب‏)‏

الهمزة والنون والباء، حرفٌ واحد، أنّبْته تأنيباً أي وبَّخته ولمُته‏.‏ والأُنبوب ما بين كلِّ عُقْدتين‏.‏ ويزعمون أن الأنَابَ المِسْك، واللهُ أعلمُ بصحّته‏.‏ وينشدون قولَ الفرزدق‏:‏

كأنَّ تريكةً من ماء مُزْنٍ *** ودَارِيَّ الأنَابِ مع المُدامِ

‏(‏أنت‏)‏

الهمزة والنون والتاء، شذَّ عن كتاب الخليل في هذا النّسق، وكذلك عن ابن دريد‏.‏ وقال غيرهما‏:‏ وهو يأنِت أي يَزْحَرُ‏.‏ وقالوا أيضاً‏:‏ المأنُوتُ المعيون‏.‏ هذا عن أبي حاتم‏.‏ ويقال المأنوت المُقَدَّر‏.‏ قال‏:‏

* هيهات منها ماؤُها المَأنُوتُ *

‏(‏أنث‏)‏

وأما الهمزة والنون والثاء فقال الخليل وغيره‏:‏ الأُنثى خلاف الذكر‏.‏ ويقال سيف ‏[‏أَنِيثُ‏]‏ الحديدِ، إذا كانت حديدته أُنثى‏.‏ والأُنثَيانِ‏:‏ الخُصيتان‏.‏ والأُنْثَيانِ أيضاً‏:‏ الأذُنانِ‏.‏ قال‏:‏

وكنَّا إذا الجَبَّار صَعَّر خــدَّه *** ضربناه تحْتَ الأنْثَيينِ على الكَرْدِ

وأرضٌ أنِيثَةٌ‏:‏ حسنَة النَّبات‏.‏

‏(‏أنح‏)‏

الهمزة والنون والحاء أصلٌ واحدٌ، وهو صوتُ تنحنُح وزَحِير، يقال أنَحَ يأَنَحُ أَنْحاً، إذا تنحنح من مَرضٍ أو بُهْرٍ ولم يَئِنَّ‏.‏ قال‏:‏

ترى الفِئامَ قياماً يأنِحونَ لها *** دَأْبَ المُعضِّلُ إذْ ضاقَتْ مَلاَقِيها

قال أبو عُبيد‏:‏ وهو صوتٌ مع تنحنُحٍ ومصدره الأُنُوح‏.‏ والفِئام‏:‏ الجماعة يَأْنحِون لها، يريد للمنجنيق‏.‏ قال أبو عمرو‏:‏ الآنِح على مثل فاعل‏:‏ الذي إذا سُئِل شيئاً تنحنح مِن بُخْلِه، وهو يأنَح ويأنِح مثل يزْحَِر سواء‏.‏ والأَنَّاح فَعّال منه‏.‏ قال‏:‏

ليسَ بأنَّاحٍ طويلٍ غُمَرُهْ *** جافٍ عن المولَى بِطِيءٍ نَظَرُه

قال النَّضر‏:‏ الأَنوح من الرّجال الذي إذا حَمَل حِمْلاً قال‏:‏ أح أح‏.‏ قال‏:‏

لِهَمُّونَ لا يستطيعُ أَحمالَ مِثْلِهم *** أَنُوحٌ ولا جاذٍ قصيرُ القوائمِ

الجاذي‏:‏ القصير‏.‏

‏(‏أنس‏)‏

الهمزة والنون والسين أصلٌ واحد، وهو ظهورُ الشيء، وكلُّ شيءٍ خالَفَ طريقة التوحُّش‏.‏ قالوا‏:‏ الإنْس خلاف الجِنّ، وسُمُّوا لظهورهم‏.‏ يقال آنسْتُ الشيء إذا رأيتَه‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً‏}‏ ‏[‏النساء 6‏]‏‏.‏ ويقال‏:‏ آنَسْتُ الشيءَ إذا سمعتَه‏.‏ وهذا مستعارٌ من الأوّل‏.‏ قال الحارث‏:‏

آنََستْ نَبأةً وأفزعَها القُـ *** ـنَّاصُ عَصْراً وقد دَنَا الإمساء

والأَنْس‏:‏ أنْسُ الإنسانِ بالشيء إذا لم يسْتَوْحِشْ منه‏.‏ والعرب تقول‏:‏ كيف ابن إنْسِك‏؟‏ إذا سأله عن نفسه‏.‏

ويقال إنسان وإنسانان وأناسيُّ‏.‏ وإنسان العين‏:‏ صَبِيّها الذي في السّواد‏.‏

‏(‏أنض‏)‏

الهمزة والنون والضاد كلمةٌ واحدة لا يقاس عليها، يقال لحم أَنِيضٌ، إذا بقي فيه نُهُوءَةٌ، أي لم يَنْضَج‏.‏ وقال زهير‏:‏

يُلَجْلِِجُ مُضْغَةً فيها أَنيضٌ *** أَصَلَّتْ فهي تحتَ الكشحِِ داءُ

تقول‏:‏ آنَضْتُه إيناضاً، وأَنُضَ أناضَةً‏.‏

‏(‏أنف‏)‏

الهمزة والنون والفاء أصلان منهما يتفرَّع مسائلُ الباب كلّها‏:‏ أحدهما أخْذ الشيءِ من أوّلِه، والثاني أَنْف كلِّ ذي أنْف‏.‏ وقياسه التحديد‏.‏ فأمّا الأصل الأوّل فقال الخليل‏:‏ استأنفت كذا، أي رجعتُ إلى أوّله، وائتنفت ائتنافاً‏.‏ ومؤْتَنَف الأَمْر‏:‏ ما يُبْتَدَأُ فيه‏.‏ ومن هذا الباب قولهم‏:‏ فعل كذا آنِفاً، كأنّه ابتداؤه‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ *‏{‏قَالُوا لِلَّذينَ أُوتُوا العِلْمَ ماذا قَالَ آنِفاً‏}‏ ‏[‏محمد 16‏]‏‏.‏

والأصل الثاني الأنف، معروف، والعدد آنُفٌ، والجَمْع أُنُوفٌ‏.‏ وبعيرٌ مأنوفٌ يساق بأنفه، لأنه إذا عَقَره الخِشاشُ انقاد‏.‏ وبعير أَنِفٌ وآنِفٌ مقصور ممدود‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ ‏"‏المسلمون هَيِّنُون لَيِّنون، كالجمل الأَنِف، إنْ قِيدَ انْقَاد، وإن أُنِيخ اسْتَنَاخ‏"‏‏.‏ ورجل أُنافِيٌّ عظيم الأنف‏.‏ وأَنَفْتُ الرَّجلَ‏:‏ ضربْتُ أنْفَه‏.‏ وامرأةٌ أَنوفٌ طيّبة ريح الأنْف‏.‏ فأما قولهم‏:‏ أَنِفَ مِن كذا، فهو من الأنْف أيضاً، وهو كقولهم للمتكبِّر‏:‏ ‏"‏ورِمَ أنفُهُ‏"‏‏.‏ ذكر الأَنْف دون سائر الجسد لأنه يقال شمَخ بأَنْفه، يريد رفع رأسه كِبْرا، وهذا يكون من الغَضَب‏.‏ قال‏:‏

* ولا يُهاجُ إذا ما أَنْفُه وَرِما *

أي لا يُكلَّم عند الغضَب‏.‏ ويقال‏:‏ ‏"‏وجَعُهُ حيثُ لا يضَعُ الرّاقي أَنْفَه‏"‏‏.‏ يضرَب لما لا دواءَ لـه‏.‏ قال أبو عبيدة‏:‏ بنو أنف النَّاقة بنو جعفر بن قُريع بن عَوف بن كعب بن سعد، يقال إنهم نَحَروا جَزُوراً كانوا غنِموها في بعض غَزَواتهم، وقد تخلف جعفر بن قُريع، فجاءَ ولم يبقَ من النّاقة إلا الأنف فذهب به، فسمّوه به‏.‏ هذا قول أبي عُبيدة‏.‏ وقال الكَلْبيّ‏:‏ سُمُّوا بذلك لأن قُريع بنَ عوفٍ نَحَر جزوراً وكان لـه أربعُ نسوة، فبعث إليهنّ بلحمٍ خلا أمَّ جعفرٍ، فقالتْ أمُّ جعفر‏:‏ اذهَبْ واطلُبْ من أبيك لحما‏.‏ فجاء ولم يبق إلا الأنف فأخذهُ فلزِمَه وهُجِيَ به‏.‏ ولم يزالوا يُسَبُّون بذلك، إلى أن قال الحطيئة‏:‏

قومٌ هم الأنفُ والأذنابُ غيرهمُ *** ومن يُسَوِّي بأَنفِ النّاقةِ الذّنَبا

فصار بذلك مدحاً لهم‏.‏ وتقول العرب‏:‏ فلان أَنْفِي، أي عِزِّي ومَفْخَرِي‏.‏ قال شاعر‏:‏

* وأَنْفِي في المَقامَة وافتخارِي *

قال الخليل‏:‏ أنْف اللِّحية طرَفُها، وأنف كلّ شيءٍ أوّله‏.‏ قال‏:‏

* وقد أخَذَتْ مِن أَنْفِ لحيتَك اليدُ *

وأنف الجبَل‏:‏ أوّلُه وما بدا لك منه‏.‏ قال‏:‏

خذا أنْفَ هَرْشَى أَوْ قَفَاها فإنّه *** كِلا جانِبَيْ هَرْشَى لهنَّ طريقُ

قال يعقوب‏:‏ أنف البرد‏:‏ أشدُّه‏.‏ وجاء يعدُو أَنْفَ الشدّ، أي أشدّه‏.‏ وأنف الأرض‏:‏ ما استقبل الأرضَ من الجَلَد والضّواحي‏.‏ ورجل مِئنافٌ‏:‏ يسير في أنْف النهار‏.‏ وخَمْرَةٌ أُنُفٌ أَوّلُ ما يَخرج منها‏.‏ قال‏:‏

أُنُفٍ كَلَوْنِ دمِ الغَزالِ مُعَتَّقٍ *** من خَمْرِ عانَةَ أو كُرُوم شِبَامِ

وجارية أُنُفٌ مُؤتَنِفَة الشّباب‏.‏ قال ابنُ الأعرابي‏:‏ أَنَّفت السِّراج إذا أحْدَدتَ طرفَه وسوَّيته، ومنه يقال في مدح الفَرس‏:‏ ‏"‏أُنِّفَ تأنيف السَّيْر‏"‏ أي قُدَّ وسُوِّي كما يسوَّى السَّيْر‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ سنانٌ مؤنَّف أي محدَّد‏.‏ قال‏:‏

بكُلِّ هَتُوفٍ عَجْسُها رَضَوِيّةٍ *** وسهمٍ كسَيْف الحميريِّ المؤنَّفِ

والتأنيف في العُرقوب‏:‏ التَّحديد، ويُستَحبُّ ذلك من الفرس‏.‏

‏(‏أنق‏)‏

الهمزة والنون والقاف يدلّ على أصلٍ واحد، وهو المُعْجِبُ والإعجاب‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأَنَق الإعجاب بالشَّيء، تقول أَنِقْت به، وأنا آنَقُ به أَنَقَاً، ‏[‏وأنا به أَنِقٌ‏]‏ أي مُعْجَبٌ‏.‏ وآنَقَني يُونِقُني إيناقاً‏.‏ قال‏:‏

إذا بَرزَتْ مِنْ بَيتها راق عَيْنَها *** مُعَوَِّذُهُ وآنَقَتْها العَقائِقُ

وشيءٌ أنيقٌ ونباتٌ أَنيق‏.‏ وقال في الأَنِقِ‏:‏

* لا أَمِنٌ جَليسُهُ ولا أَنِقْ *

أبو عمرو‏:‏ أَنِقْتُ الشيءَ آنَقُه أي أَحبَبْتُه، وتأَنّقْتُ المكانَ أَحبَبْته‏.‏ عن الفَرّاء‏.‏ وقال الشّيبانيّ‏:‏ هو يتأنَّق في الأَنَق، والأَنَقُ من الكلأ وغيرهِ، وذلك أن ينتقي أفضلَه‏.‏ قال‏:‏

* جاء بنُو عَمِّك رُوَّادُ الأَنَقْ *

وقد شذّت عن هذا الأصل كلمةٌ واحدة‏:‏ الأَنُوقُ، وهي الرّخَمَة‏.‏ وفي المثل‏:‏ ‏"‏طلَبَ بَيْضَ الأَنوق‏"‏‏.‏ ويقال إنّها لا تبيض ويقال بَلْ لا يُقدَر لها على بيض‏.‏ وقال‏:‏

طلبَ الأبلقَ العقوقَ فلمّا *** لمْ ينَلْهُ أرادَ بيضَ الأَنُوقِ

‏(‏أنك‏)‏

الهمزة والنون والكاف ليس فيه أصلٌ، غير أنّه قد ذُكِر الآنُك‏.‏ ويقال هو خالص الرصاص، ويقال بل جنسٌ منه‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏والحلم وغيره‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏الأناءة‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏صاعر‏"‏ صوابه من اللسان ‏(‏18‏:‏ 67‏)‏ حيث أنشده برواية‏:‏ ‏"‏وتأي‏"‏ وانظر بعض أبيات القصيدة في الأغاني ‏(‏15‏:‏ 111، 113، 114‏)‏ في ترجمة الكميت ابن زيد‏.‏

و‏"‏آذيت‏"‏ أي آذيت الناس بتخطيك‏.‏

ديوانه ص25 واللسان ‏(‏18‏:‏ 51‏)‏‏.‏ وفيه ‏(‏18‏:‏ 52‏)‏‏:‏ ‏"‏ورواه أبو سعيد‏:‏ وأنيت، بتشديد النون‏"‏‏.‏

البيت للعجاج في ديوانه ص16 واللسان ‏(‏18‏:‏ 52‏)‏‏.‏

البيت لابن الذئبة الثقفي، كما في أمالي ثعلب ص173، وشرح شواهد المغني للسيوطي 264 وتنبيه البكري على القالي 24‏.‏ ونسب إلى عامر بن مجنون الجرمي في حماسة البحتري 104 وإلى وعلة بن الحارث الجرمي في المؤتلف 196 وإلى الأجرد الثقفي في الشعراء 172‏.‏ وانظر الكامل 155 ليبسك، ويروى‏:‏ ‏"‏فما أنا بالواني‏"‏‏.‏

البيت لم يرد في ديوان النابغة، وصدره بدون نسبة في اللسان ‏(‏18‏:‏ 51‏)‏‏.‏

أي في الجمع، ويقال في جمعه ‏"‏آناء‏"‏ أيضاً، كما سبق‏.‏

هم غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان‏.‏ انظر المعارف 36 والاشتقاق 164‏.‏ وفي اللسان ‏(‏18‏:‏ 52‏)‏‏:‏ ‏"‏من نمي‏"‏، ولم أجده في قبائلهم‏.‏

هي في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ‏}‏ ‏[‏الغاشية 5‏]‏‏.‏

في اللسان أنه ضرب من العطر يضاهي المسك‏.‏

روايته في الديوان 836‏:‏ * وداري الذكي مع المدام *

كذا، ولعله ساقط من نسخته‏.‏ انظر الجمهرة ‏(‏3‏:‏ 269‏)‏‏.‏

ذكر في اللسان أن الأنيت الأنين‏.‏ وفي الجمهرة‏:‏ ‏"‏وهو أشد من الأنين‏"‏‏.‏

تكملة يقتضيها السياق‏.‏

أي لينة‏.‏ ويقابله السيف الذكير، وهو الصلب الحديدة‏.‏

الكرد‏:‏ العنق‏.‏ والبيت للفرزدق في ديوانه 210 واللسان ‏(‏2‏:‏ 417‏)‏‏.‏ ونحوه قول ذي الرمة‏:‏

وكنا إذا القيسي نب عتوده *** ضربناه فوق الأنثيين على الكرد

ويختلف الرواة في بيت الفرزدق فيروونه أيضاً‏:‏ ‏"‏ إذا القيسي نب عتوده‏"‏‏.‏

هو الحارث بن حلزة اليشكري‏.‏ والبيت في معلقته‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏الحراث‏"‏ محرف‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏يتوحش‏"‏‏.‏

في اللسان ‏(‏19‏:‏ 183-184‏)‏‏:‏ ‏"‏والصبي ناظر العين، وعزاه كراع إلى العامة‏"‏‏.‏ ‏"‏ابن إنسك‏"‏ ضبط في المخصص ‏(‏13‏:‏ 200‏)‏‏:‏ ‏"‏ابن إنسك وابن أنسك‏"‏‏.‏

وكذا ورد إنشاده في اللسان ‏(‏لجج، أنض‏)‏، وصواب الرواية‏:‏ ‏"‏تلجلج‏"‏ بالخطاب‏.‏ انظر ديوان زهير 82‏.‏ وبعد البيت‏:‏

غصصت بنيئها فبشمت عنها *** وعندك لو أردت لها دواء

يراد بهذا التعبير أقل الجمع، وهو ما يسمونه ‏"‏جمع القلة‏"‏‏.‏ وصيغته أفعلة وأفعل وفعلة وأفعال‏.‏ وهو يطلق على الثلاثة إلى العشرة، وسائر الصيغ للعشرة فما فوقها‏.‏ انظر اللسان ‏(‏أهن س2‏)‏ وما سيأتي هنا في مادة ‏(‏أهن‏)‏ ص151‏.‏

في اللسان ‏(‏10‏:‏ 355‏)‏‏:‏ ‏"‏وإن أنيخ على صخرة استناخ‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏الرامي‏"‏ محرفة‏.‏

هو لأبي خراش الهذلي‏.‏ انظر اللسان ‏(‏10‏:‏ 356‏)‏‏.‏ وصدره‏.‏

* تخاصم قوماً لا تلقى جوابهم *

هرشى‏:‏ ثنية في طريق مكة‏.‏ ويروى‏:‏ ‏"‏خذي أنف هرشى‏"‏‏.‏ ويروى‏:‏ ‏"‏خذا جنب هرشى‏"‏‏.‏ انظر المقاييس واللسان ‏(‏هرش‏)‏‏.‏ ولم أجد للبيت نسبة‏.‏

البيت لامرئ القيس في ديوانه 162‏.‏ وعانة وشبام‏:‏ موضعان‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏مؤتنف‏"‏‏.‏

تكملة يقتضيها السياق‏.‏ انظر أول المادة في اللسان‏.‏

البيت لكثير عزة، كما في اللسان ‏(‏5‏:‏ 34/12‏:‏ 127‏)‏‏.‏ وما سيأتي في ‏(‏عوذ‏)‏ ومعوذ النبت، بتشديد الواو المكسورة أو المفتوحة، وهو ما ينبت في أصل شجرة أو حجر يستره‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏معوذها‏"‏ صوابه من اللسان‏.‏ يقول‏:‏ إذا خرجت من بينها راقها معوذ النبت حول بيتها‏.‏ ورواية اللسان في الموضعين‏:‏ ‏"‏وأعجبتها‏"‏ موضع ‏"‏وآنقتها‏"‏‏.‏

من رجز للقلاخ بن حزن المنقري يهجو به الجليد الكلابي‏.‏ انظر اللسان ‏(‏12‏:‏ 11‏)‏ وقد صحف في ‏(‏12‏:‏ 264‏)‏ بالشماخ‏.‏ ويقال أمن وآمن وأمين بمعنى‏.‏

الرجز في اللسان ‏(‏11‏:‏ 29‏)‏‏.‏

انظر حواشي الحيوان ‏(‏3‏:‏ 522‏)‏ والشريشي ‏(‏2‏:‏ 204‏)‏ والإصابة 1098 من قسم النساء‏.‏

‏(‏باب الهمزة والهاء وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أهب‏)‏

الهمزة والهاء والباء كلمتان متباينتا الأصل، فالأولى الإهاب‏.‏ قال ابنُ دُريد‏:‏ الإهاب*‏:‏ الجِلْد قبل أن يُدْبَغ، والجمع أَهَبٌ، وهو أحَدُ ما جُمع على فَعَلٍ وواحدُه فعيلٌ ‏[‏وفعولٌ وفِعال‏]‏‏:‏ أديمٌ وأَدَمٌ، وأفِيقٌ وأَفَقٌ، وعمُود وعَمَدٌ، وإهاب وأَهَبٌ‏.‏ وقال الخليل‏:‏ كلُّ جلدٍ إهابٌ، والجمع أَهَبُ‏.‏

والكلمة الثانية التّأهُّب‏.‏ قال الخليل‏:‏ تأَهّبُوا للسّير‏.‏ وأخذ فلانٌ أهْبَتَهُ، وتطرح الألف فيقال‏:‏ هُبَتَه‏.‏

‏(‏أهر‏)‏

الهمزة والهاء والراء كلمةٌ واحدة، ليست عند الخليل ولا ابنِ دُرَيد‏.‏ وقال غيرهما‏:‏ الأهَرَةُ متاعُ البيت‏.‏

‏(‏أهل‏)‏

الهمزة والهاء واللام أصلان متباعدان، أحدهما الأَهْل‏.‏ قال الخليل‏:‏ أهل الرجل زَوْجُه‏.‏ والتأهُّل التّزَوّج‏.‏ وأهْل الرّجُل أخصُّ النّاسِ به‏.‏ وأهل البيت‏:‏ سُكّانه‏.‏ وأهل الإسلام‏:‏ مَن يَدِينُ به‏.‏ وجميع الأهل أَهْلُون‏.‏ والأهالي جماعةُ الجماعة‏.‏ قال النابغة‏:‏

ثلاثَةَ أهْلِينَ أفْنَيْتُهُمْ *** وكان الإلهُ هو المُسْتآسا

وتقول‏:‏ أهّلْتُه لهذا الأمر تأهيلاً‏.‏ ومكان آهِلٌ مَأْهول‏.‏ قال‏:‏

وقِدْماً كانَ مَأْهولاً *** فأَمْسَى مرتَعَ العُفْرِ

وقال الراجز‏:‏

عرَفْتُ بالنَّصرية المنازلا*** قفراً وكانت مِنْهُمُ مآهِلاَ

وكلُّ شيءٍ من الدوابّ وغيرها إذا ألف مكاناً فهو آهِلٌ وأهْلِيٌّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

‏"‏نهى عن لُحوم الحُمُر الأهليّة‏"‏ وقال بعضهم‏:‏ تقولُ العرب‏:‏ ‏"‏آهَلَكَ الله في الجنَّة إيهالاً‏"‏، أي زَوّجَك فيها‏.‏

والأصل الآخر‏:‏ الإهالة، قال الخليل‏:‏ الإهالة الأَلْيَة ونحوُها، يُؤخَذ فيُقَطّع ويذاب‏.‏ فتلك الإهالة، والجميل، والجُمَالة‏.‏

‏(‏أهن‏)‏

الهمزة والهاء والنون كلمة واحدة لا يقاس عليها‏.‏ قال الخليل‏:‏ الإهان‏:‏ العُرْجون، وهو ما فوقَ شماريخ عِذْق التّمر، أي النخلة‏.‏ وقال‏:‏

إنّ لها يداً كمثل الإهان *** مَلْساً وَبَطَْناً بات خُمْصانا

والعَدَد آهِنَة، والجميع أُهُنٌ‏.‏

‏(‏باب الهمزة والواو وما بعدهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أوي‏)‏

الهمزة والواو والياء أصلان‏:‏ أحدهما التجمُّع، والثاني الإشفاق‏.‏ قال الخليل‏:‏ يقال أوَى الرّجلُ إلى منزله وآوَى غَيرَه أُوِيّاً وإيواءً‏.‏ ويقال أوَى إواءً أيضاً‏.‏ والأُوِيُّ أحسن‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إلى الكَهْفِ‏}‏ ‏[‏الكهف 10‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏وَآوَيْنَاهُمَا إلى رَبْوَةٍ‏}‏ ‏[‏المؤمنون 50‏]‏‏.‏ والمأوَى‏:‏ مكانُ كلِّ شيءٍ يُأوى إليه ليلاً أو نهاراً‏.‏ وأوَت الإبلُ إلى أهلها تأوِي أُوِيّاً فهي آوِيةٌ‏.‏ قال الخليل‏:‏ التأوِّي التجمُّع، يقال تأوَّت الطّيرُ إذا انضمَّ بعضُها إلى بعضٍ، وهنَّ أُوِيٌّ ومُتَأَوِّيات‏.‏ قال‏:‏

* كما تَدَانَى الحِدَأُ الأوِيُّ *

شبَّه كلَّ أُثفِيَّةٍ بحِدَأة‏.‏ والأصل الآخر قولهم‏:‏ أوَيْتُ لفلانٍ آوِي لـه مَأْوِيَةً، وهو أنْ يرِقّ لـه ويَرْحمه‏.‏ ويقال في المصدر أيَّة أيضاً‏.‏ قال أبو عُبيد‏:‏ يقال استَأوَيْتُ فلاناً، أي سألته أن يَأوِيَ لي‏.‏ قال‏:‏

* ولو أنَّني استأوَيْتُه ما أَوَى لِيا *

‏(‏أوب‏)‏

الهمزة والواو والباء أصلٌ واحد، وهو الرجوع، ثم يشتق منه ما يبعد في السَّمْع قليلاً، والأصل واحد‏.‏ قال الخليل‏:‏ آبَ فلانٌ إلى سيفه أي ردّ يدَه ليستلَّه‏.‏ والأَوب‏:‏ ترجِيع الأيدي والقوائم في السَّيْر‏.‏ قال كعبُ بنُ زُهير‏:‏

كأَنَّ أَوْبَ ذراعَيْها وقد عَرِقَتْ *** وقد تلَفَّعَ بالقُورِ العساقيلُ

أَوْبُ يدَيْ فاقدٍ شَمْطاءَ مُعْولَةٍ *** باتَتْ وجَاوَبَها نُكْدٌ مثاكِيلُ

والفعل منه التأوِيب، ولذلك يسمُّون سيرَ ‏[‏النَّهارِ تَأويباً، وسَيرَ‏]‏ اللّيل إسآداً‏.‏ وقال‏:‏

يومانِ يومُ مَقاماتٍ وأندِيَةٍ *** ويومُ سَيرٍ إلى الأعداءِ تأويبِ

قال‏:‏ والفَعْلة الواحدة تأويبة‏.‏ والتأويب‏:‏ التّسبيح في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا جِبَالُ أَوِّبي مَعَهُ والطَّيْرَ‏}‏ ‏[‏سبأ 10‏]‏‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ أوّبْتُ الإبلَ إذا روَّحتَها إلى مَباءتِها‏.‏ ويقال تأوَّبَنِي أي أتانِي ليلاً‏.‏ قال‏:‏

تأَوَّبَني دائِي القَديمُ فَغَلّسا *** أُحاذِر أن يرتدَّ دائِي فأُنْكَسَا

قال أبو حاتم‏:‏ وكان الأصمعيّ يفسر الشِّعر* الذي فيه ذِكْر ‏"‏الإيابِ‏"‏ أنّه مع الليل، ويحتج بقوله‏:‏

* تأَوَّبني داءٌ مع اللّيلِ مُنصِبُ *

وكذلك يفسِّر جميع ما في الأشعار‏.‏ فقلتُ له‏:‏ إنما الإياب الرُّجوع، أيَّ وقْتٍ رجَعَ، تقول‏:‏ قد آبَ المسافرُ‏.‏ فكأنه أراد أن أُوضِّح لـه، فقلت‏:‏ قولُ عَبيدٍ‏:‏

وكلُّ ذي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ *** وغائِبُ الموتِ لا يَؤُوبُ

أهذا بالعشِيّ‏؟‏ فذَهَبَ يكلِّمُني فيه، فقلت‏:‏ فقولُ الله تعالى‏:‏ ‏{‏إنَّ إلَيْنا

إيَابَهُمْ‏}‏ ‏[‏الغاشية 25‏]‏، أهذا بالعشيّ‏؟‏ فسكت‏.‏ قال أبو حاتم‏:‏ ولكنّ أكثرَ ما يجيءُ على ما قال رحِمَنا الله وإيّاه‏.‏

والمآب‏:‏ المرجِع‏.‏ قال أبو زياد‏:‏ أُبْتُ القوم، أي إلى القوم‏.‏ قال‏:‏

* أَنَّى وَمِنْ أَيْنَ آبَكَ الطَّرَبُ *

قال أبو عُبَيد‏:‏ يسمَّى مَخْرَجُ الدَّقيقِ من الرَّحَى المآبَ، لأنّه يَؤوب إليه ما كان تحتَ الرَّحَى‏.‏ قال الخليل‏:‏ وتقول آبت الشمسُ إياباً، إذا غابت في مآبِها، أي مَغِيبها‏.‏ قال أُمية‏:‏

* فرأى مغِيبَ الشَّمس عند إيابها *

قال النَّضْر‏:‏ المؤَوِّبة الشمس، وتأويبها ما بينَ المشرِق والمغرب، تدأبُ يومَها وتؤُوب المغرِب‏.‏ ويقال‏:‏ ‏"‏جاؤوا من كل أوبٍ‏"‏ أي ناحيةٍ ووَجْهٍ؛ وهو من ذلك أيضاً‏.‏ والأوْبُ‏:‏ النّحل‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ سمِّيت لانتِيابها المباءة، وذلك أنّها تَؤُوب من مسارِحها‏.‏ وكأنّ واحد الأَوْبِ آيب، كما يقال ‏[‏آبَكَ اللهُ‏]‏‏:‏ أبعدك الله‏.‏ قال‏:‏

فآبَكَ هَلاّ واللّيالي بِغِرَّةٍ *** تَزُورُ وفي الأيّامِ عنك شُغُولُ

‏(‏أود‏)‏

الهمزة والواو والدال أصلٌ واحد، وهو العطف والانثناء‏.‏ أُدْتُ الشيءَ عطفتُه‏.‏ وتأَوّدَ النّبْتُ مثلُ تعطَّفَ وتعوَّج‏.‏ قال شاعر‏:‏

فلو أنّ ما أبقيتِ مِنِّي معلَّقٌ *** بعُود ثُمامٍ ما تأوّدَ عُودُها

وإلى هذا يرجع آدَنِي الشيءُ يؤُودُني، كأَنّه ثقُل عليك حتى ثَنّاك وعَطَفَك‏.‏ وأَوْدٌ‏:‏ قَبيلة، ويمكن أن يكون اشتقاقها من هذا‏.‏ وأُُود موضع‏.‏ قال‏:‏

أهَوىً أرَاكَ برامَتَيْنِ وَقُودا *** أم بالجُنَيْنَةِ من مَدَافعِ أُودَا

‏(‏أور‏)‏

الهمزة والواو والراء أصلٌ واحد، وهو الحرّ‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأُوار‏:‏ حَرّ الشّمس، وحَرّ التَّنُّور‏.‏ ويقال أرضٌ أَوِرَةٌ‏.‏ قال‏:‏ وربما جمعوا الأُوَارَ على الأُورِ‏.‏ وأُوَارَةُ‏:‏ مكان‏.‏ ويوم أُوارةَ كان أنّ عمرَو بنَ المنذر اللخميّ بَنَّى زُرارةَ بن عُدس ابناً لـه يقال لـه أسعد، فلما تَرَعرَع الغُلامُ مرّتْ به ناقةٌ كَوماءُ فرمى ضَرعَها، فشَدَّ عليه ربُّها سُوَيْدٌ أحدُ بني عبد الله بن دارم فقتله، ثمّ هرب سُوَيدٌ فلحق مكّة، وزُرارة يومئذٍ عند عمرو بن المنذر، فكتَمَ قتْلَ ابنه أسعد، وجاء عمرو بن مِلْقط الطائيُّ –وكانت في نفسه حَسيكةٌ على زُرارة- فقال‏:‏

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً فإنَّ *** المرءَ لم يُخْلَقْ صُبَارَهْ

ها إنّ عِجْزَةَ أُمِّه *** بالسَّفح ‏[‏أسْفَلَ‏]‏ من أُوَارهْ

وحوادث الأيّام لا *** يَبقَى لها إلاّ الحجارَه

فقال عمرو بن المنذر‏:‏ يا زُرارةُ ‏[‏ما تقول‏؟‏‏]‏‏.‏ قال‏:‏ كذب، وقد علمتَ عداوته لي‏.‏ قال‏:‏ صدقْتَ‏:‏ فلما جَنَّ عليه اللّيلُ اجلَوَّذَ زُرارة ولحق بقومه، ثم لم يلبث أن مرِض ومات، فلمّا بلغ عَمراً موتُه غزا بني دارم، وكان حَلَفَ ليقتُلنَّ منهم مائةً، فجاء حتَّى أناخ على أُوارة وقد نَذِرُوا وفرّوا، فقتل منهم تسعةً وتسعين، فجاءه رجلٌ من البراجم شاعرٌ ليمدحَه، فأخذَهُ فقتله ليُوَفِّيَ به المائَةَ، وقال‏:‏ ‏"‏إنّ الشقيّ وافِدُ البَرَاجم‏"‏‏.‏ وقال الأعشى في ذلك‏:‏

ونَكُونُ في السَّلفِ الموا *** زِي مِنقراً وبني زرارهْ

أبناءَ قَومٍ قُتِّلُوا *** يومَ القُصَيبةِ من أُوَارَهْ

والأُوَار‏:‏ المكانُ‏.‏ قال‏:‏

مِن اللائِي غُذِينَ بغير بُؤْسٍ *** مَنَازِلُها القَصِيمةُ فالأُوَارُ

‏(‏أوس‏)‏

الهمزة والواو والسين كلمة واحدة، وهي العطيّة‏.‏ وقالوا‏:‏ أُسْتُ الرّجُلَ أَؤُوسُه أَوساً أعطيته‏.‏ ويقال الأَوْس العِوَض‏.‏ قال الجعديّ‏:‏

ثلاثةَ أهْلين أفْنَيْتُهُمْ *** وكان الإله هو المستآسا

أي المُسْتَعاض‏.‏ وأوسٌ‏:‏ الذئب، ويكون اشتقاقه مما ذكرناه، وتصغيره أُوَيْس، قال‏:‏

* ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ *

‏(‏أوق‏)‏

الهمزة والواو والقاف أصلان‏:‏ الأول الثِّقل، *والثاني مكان منْهبط‏.‏ فأمّا الأول فالأَوْق الثِّقَل‏.‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:‏ يقال آقَ عليهم، أي ثقُل‏.‏ قال‏:‏

سوائح آقَ عليهنَّ القَدَرْ *** يَهْوِينَ من خَشْيَةِ مَا لاقَى الأُخَرْ

يقول‏:‏ أثقلهنَّ ما أَنْزَلَ بالأوَّل القَدَرُ، فهن يَخَفْنَ مثلَه‏.‏ قال يعقوب‏:‏ يقال أوَّقْت الإنسانَ، إذا حَمَّلْتَه ما لا يُطيقه‏.‏ وأما التّأويق في الطّعام فهو من ذلك أيضاً، لأنّ على النفس منه ثِقَلاً، وذلك تأخيره وتقليله‏.‏ قال‏:‏

لقد كان حُتْرُوشُ بن عَزّة راضياً *** سِوَى عَيْشِه هذا بعيشٍ مُؤَوَّقِ

وقال الراجز‏:‏

عَزّ عَلَى عَمِّكِ أن تُؤَوَّقي *** أو أنْ تَبِيِتي ليلةً لم تُغْبَقي

* أو أن تُرَيْ كَأْباءَ لمْ تَبْرَنْشِقِي *

وأمّا الثّاني فالأُوقة، وهي هَبْطَةٌ يجتمع فيها الماء، والجمْع الأُوَق قال رؤبة‏:‏

* وانغَمَس الرّامِي لها بَيْنَ الأُوَقْ *

ويقال الأُوقة القَلِيب‏.‏

‏(‏أول‏)‏

الهمزة والواو واللام أصلان‏:‏ ابتداء الأمر وانتهاؤه‏.‏ أما الأوَّل فالأوّل، وهو مبتدأُ الشيء، والمؤنَّثة الأولى، مثل أفعل وفُعْلى، وجمع الأُولى أولَيات مثل الأخْرى‏.‏ فأمَّا الأوائل فمنهم من يقول‏:‏ تأسيس بناء ‏"‏أوّل‏"‏ من همزة وواو ولام، وهو القولُ‏.‏ ومنهم مَن يقول‏:‏ تأسيسُه من وَاوَينِ بعدهما لام‏.‏ وقد قالت العربُ للمؤنَّثة أَوَّلَةٌ‏.‏ وجمعوها أَوَّلاَت وأنشد في صفة جَمَلٍ‏:‏

آدَم معروف بأَوَّلاتِهِ *** خالُ أبِيهِ لِبَنِي بَنَاتِهِ

أي خُيَلاءُ أبيه ظاهرٌ في أولاده‏.‏ أبو زَيد‏:‏ ناقَةٌ أوَّلةٌ وجمل أوّل، إذا تقدَّما الإبل‏.‏ والقياس في جمعه أواوِل، إلاّ أنَّ كلَّ واوٍ وقَعتْ طرفاً أو قريبةً منه بعد ألفٍ ساكنة قُلِبَتْ همزة‏.‏ الخليل‏:‏ رأيتهُ عاماً أوَّلَ يا فتى، لأنّ أوّلَ على بناء أفْعل، ومن نوّن حَمَله على النكرة‏.‏ قال أبو النَّجْم‏:‏

* ما ذَاقَ ثُفْلاً مُنْذُ عَامٍ أوَّلِ *

ابنُ الأعرابيّ‏:‏ خُذْ هذا أوّلَ ذاتِ يَدَينِ، وأوَّلَ ذِي أوّل، وأوّلَ أوّل، أي قَبْلَ كلِّ شيء‏.‏ ويقولون‏:‏ ‏"‏أما أوَّل ذاتِ يَدَيْن فإنِّي أحمَدُ الله‏"‏‏.‏ والصّلاة الأولى

سمِّيت بذلك لأنّها أوّل ما صُلِّي‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ كان الجاهليَّة يسمُّون يومَ الأحد الأوّل‏.‏ وأنشدوا فيه‏:‏

أؤَمّل أن أعِيشَ وأنَّ يَوْمِي *** بأوَّلَ أوْ بأَهْوَنَ أو جُبَارِ

والأصل الثّاني قال الخليل‏:‏ الأَيِّل الذكر من الوُعول، والجمع أيائِل‏.‏ وإنّما سمّي أَيِّلاً لأنّه يَؤُول إلى الجبل يتحصَّن‏.‏ قال أبو النجم‏:‏

كأنّ في أذنابِهِنّ الشُّوَّلِ *** مِنْ عَبَسِ الصّيفِ قُرُونَ الأَيِّلِ

شبّه ما التزَقَ بأذنابهنّ من أبعارِهنّ فيَبِس، بقرون الأوعال‏.‏ وقولهم آل اللّبنُ أي خَثُر من هذا الباب، وذلك لأنه لا يخثر ‏[‏إلاّ‏]‏ آخِر أمْرِه‏.‏ قال الخليل أو غيرُه‏:‏ الإيال على فِعالٍ‏:‏ وعاءٌ يُجمع فيه الشَّرابُ أيّاماً حتّى يَجُود‏.‏ قال‏:‏

يفُضّ الخِتامَ وقد أَزْمَنَتْ *** وأَحْدَثَ بعدَ إيالٍ إيالاَ

وآلَ يَؤُول أَي رجع‏.‏ قال يعقوب‏:‏ يقال ‏"‏أَوَّلَ الحُكْمَ إلى أَهْلِه‏"‏ أي أرجَعه ورَدّه إليهم‏.‏ قال الأعشى‏:‏

* أُؤَوِّلُ الحُكْمَ إلى أَهلِهِ *

قال الخليل‏:‏ آلَ اللّبنُ يَؤُولُ أَوْلاً وأُوُولاً‏:‏ خَثُرَ‏.‏ وكذلك النبات‏.‏ قال أبو حاتم‏:‏ آلَ اللّبَنُ على الإصبع، وذلك أَن يَرُوب فإذا جعلت فيه الإصبعَ قيل آلَ عليها‏.‏ وآلَ القَطِران، إذا خَثُرَ‏.‏ وآلَ جِسمُ الرّجل إذا نَحُفَ‏.‏ وهو من الباب، لأنّه يَحُورُ ويَحْرِي، أي يرجعُ إلى تلك الحال‏.‏ والإيالة السِّياسةُ من هذا الباب، لأن مرجعَ الرّعيةِ إلى راعيها‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ آلَ الرَّجلُ رعِيّتَه يَؤُولُها إذا أَحْسَنَ سياستَها‏.‏ قال الراجز‏:‏

* يَؤُولُها أَوَّلُ ذي سِياس *

وتقول العرب في أمثالها‏:‏ ‏"‏أُلْنَا وإيلَ عَلَيْنا‏"‏ أَي سُسْنا وساسَنا غيرُنا‏.‏ وقالوا في قول لبيد‏:‏

* بِمُؤَتَّرٍ تأتالُه إبْهَامُهَا *

هو تفتعل من ألْتُهُ أَي أَصلحته‏.‏ ورجل آيل مالٍ، مثال خائل مال، أي سائسه‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ يقال رددته إلى آيلَتهِ أَي طبَعْه وسُوسه‏.‏ وآلُ الرَّجُلِ أَهلُ بيتِه من هذا أَيضاً* لأنه إليه مآلُهم وإليهم مآلُه‏.‏ وهذا معنَى قولهم يالَ فلان‏.‏ وقال طرَفة‏:‏

تحسَِبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً *** يالَ قَوْمِي للشَّبابِ المُسْبَكِرّ

والدليل على أنّ ذلك من الأوّل وهو مخَفَّفٌ منه، قول شاعر‏:‏

قد كان حقُّكَ أنْ تَقولَ لبارقٍ *** يا آل يارِقَ فيم سُبَّ جريرُ

وآلُ الرّجلِ شخصهُ من هذا أيضاً‏.‏ وكذلك آلُ كلِّ شيء‏.‏ وذلك أنَّهم يعبِّرون عنه بآلِه، وهم عشيرته، يقولون آل أبي بكر، وهم يريدون أبا بكر‏.‏ وفي هذا غموض قليل‏.‏ قال الخليل‏:‏ آلُ الجَبَلِ أطرافُه ونَواحِيه‏.‏ قال‏:‏

كأَنّ رَعْن الآلِ منه في الآلْ *** إذَا بدا دُهَانِجٌ ذو أَعْدَالْ

وآل البعير‏:‏ ألواحه وما أشْرَفَ من أقطارِ جسمه‏.‏ قال‏:‏

مِن اللّواتي إذا لانَتْ عريكتُها *** يبقى لها بعدها آلٌ ومَجْلودُ

وقال آخر‏:‏

* ترى له آلاً وجِسْماً شَرْجَعا *

وآلُ الخَيْمة‏:‏ العَُمَُد‏.‏ قال‏:‏

فلم يَبْقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٌ *** وسُفْعٌ على آس ونُؤْيٌ مُعَثْلَبُ

والآلة‏:‏ الحالة‏.‏ قال‏:‏

سأَحْمِلُ نفسي على آلةٍ *** فإمَّا عليها وإمَّا لها

ومن هذا الباب تأويل الكلام، وهو عاقبتُهُ وما يؤُولُ إليه، وذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ تَأْوِيلَهُ‏}‏ ‏[‏الأعراف 53‏]‏‏.‏ يقول‏:‏ ما يَؤُول إليه في وقت بعثهم ونشورهم‏.‏ وقال الأعشى‏:‏

على أنَّها كانَتْ تأَوّلُ حُبّها *** تأَوُّلُ رِبِعِيِّ السِّقابِ فأصحبا

يريد مرجعَه وعاقبتَه‏.‏ وذلك مِنْ آل يَؤُولُ‏.‏

‏(‏أون‏)‏

الهمزة والواو والنون كلمةٌ واحدة تدلُّ على الرفق‏.‏ يقال آن يَؤُون أَوْناً، إذا رَفَق‏.‏ قال شاعر‏:‏

* وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ *

ويقال للمسافر‏:‏ أُنْ على نفسك، أي اتَّدِعْ‏.‏ وأُنْتُ أَؤُون أَوْناً؛ ورجل آئِنٌ‏.‏

‏(‏أوه‏)‏

الهمزة والواو والهاء كلمةٌ ليست أصلاً يقاس عليها‏.‏ يقال تأَوّه إذا قال أَوَّهْ وأَوْهِ والعرب تقول ذلك‏.‏ قال‏:‏

إذا ما قمتُ أَرْحُلُها بِلَيلٍ *** تأَوَّهُ آهَة الرَّجُلِ الحَزِينِ

وقولـه تعالى‏:‏ ‏{‏إنَّ إبْراهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ‏}‏ ‏[‏التوبة 114‏]‏، هو الدَّعَّاء‏.‏ أَوَّهْ فيه لغاتٌ‏:‏ مدُّ الألف وتشديد الواو، وقصر الألف وتشديد الواو، ومدّ الألف وتخفيف الواو‏.‏ وأَوْه بسكون الواو وكسر الهاء، وأَوِّهْ بتشديد الواو وكسرها وسكون الهاء، وآهِ وآوِ، وأَوّتَاه‏.‏

البيت للعجاج‏.‏ انظر ديوانه 67 واللسان ‏(‏18‏:‏ 55‏)‏‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏الجداء‏"‏ وإنما هو جمع حدأة‏.‏

يقال في المصدر أية، وأوية، ومأوية، ومأواة‏.‏

هو لذي الرمة، وصدره كما في ديوانه 651 واللسان ‏(‏18‏:‏ 56‏)‏‏:‏

* على أمر من لم يشوني ضر أمره *

وكذا أنشدهما في اللسان ‏(‏1‏:‏ 214‏)‏ متتاليين‏.‏ والحق أن بينهما بيتين معترضين، هما كما في شرح البردة لابن هشام 64-66‏:‏

يوماً يظل به الحرباء مصطخدا *** كأن ضاحية بالشمس مملول

وقال للقوم حاديهم وقد جعلت *** ورق الجنادب يركضن الحصى قيلوا

ورواية صدر الثاني في البردة‏:‏ ‏"‏شد النهار ذراعاً عيطل نصف* قامت‏.‏‏"‏‏.‏ والفاقد‏:‏ التي فقدت ولدها‏.‏ وفي اللسان‏:‏ ‏"‏ناقة‏"‏ محرفة‏.‏ وانظر اللسان ‏(‏فقد‏)‏ حيث أنشد البيت مضطرباً‏.‏

تكملة يقتضيها السياق‏.‏

البيت لسلامة بن جندل في المفضليات ‏(‏1‏:‏ 188‏)‏‏.‏ واللسان ‏(‏1‏:‏ 213‏)‏‏.‏

البيت لامرئ القيس في ديوانه 140 وأساس البلاغة ‏(‏أوب‏)‏‏.‏ وكلمة‏:‏ ‏"‏دائي‏"‏ ساقطة من الأصل، وإثباتها من الديوان والأساس‏.‏

نظيره في اللسان ‏(‏2‏:‏ 255‏)‏ قول أبي طالب‏:‏

* ألا من لهم آخر الليل منصب *

في الأصل‏:‏ ‏"‏أبي عبيد‏"‏، وإنما هو عبيد بن الأبرص، من قصيدته البائية التي عدها التبريزي في المعلقات العشر‏.‏ وانظر اللسان ‏(‏1‏:‏ 213‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏أبو عبيدة‏"‏‏.‏

صدر بيت له في ديوانه ص26‏.‏ وتمامه‏:‏

* في عين ذي خلب وثأط حرمد *

وقد اضطرب اللسان في نسبته، فنسبه في ‏(‏1‏:‏ 213‏)‏ إلى تبع، وفي ‏(‏1‏:‏ 352‏)‏ إلى تبع أو غيره‏.‏ وفي ‏(‏4‏:‏ 125/ 9‏:‏ 135‏)‏ إلى أمية‏.‏

هو النضر بن شميل تلميذ الخليل، المتوفى سنة 203‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏النظر‏"‏ محرفة‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏الماوية‏"‏‏.‏

تكملة يقتضيها السياق‏.‏ وانظر اللسان ‏(‏1‏:‏ 214‏)‏ حيث أنشد البيت‏.‏

في اللسان وأساس البلاغة ‏(‏أوب‏)‏‏:‏ ‏"‏غفول‏"‏ وهما صحيحتان‏.‏ وقد نسبه الزمخشري إلى رجل من بني عقيل، وأنشد قبله‏:‏

وأخبرتني يا قلب إنك ذو عرى *** بليلي فذق ما كنت قبل تقول

هو الأعشى، كما في العمدة ‏(‏2‏:‏ 49‏)‏ في باب الغلو‏.‏ وقد روي في ملحقات ديوانه ص240‏.‏

البيت لجرير في ديوانه 169 وأمالي القالي ‏(‏3‏:‏ 7‏)‏‏.‏ يقول‏:‏ أخيل إليك الهوى أنك ترى هذا الوقود للحبيبة في تلك المواضع‏.‏ والجنينة، بلفظ تصغير الجنة‏.‏ وفي الأمالي‏:‏ ‏"‏بالجنيبة‏"‏، محرفة‏.‏

كذا في الأصل، أراد جعله يتبناه‏.‏ ولم أجد لهما سنداً‏.‏ وانظر يوم أوارة في كامل ابن الأثير، والخزانة

‏(‏3‏:‏ 140-142‏)‏، وكامل المبرد 97 ليبسك، والعمدة ‏(‏2‏:‏ 168‏)‏‏.‏

العجزة، بالكسر‏:‏ آخر ولد الرجل‏.‏ وقد عني به أسعد أخا عمرو بن المنذر، وبعد البيت كما في الخزانة‏:‏

تسفى الرياح خلال كشـ *** حيه وقد سلبوا إزاره

بعده في كامل المبرد والخزانة‏:‏

فاقتل زرارة لا أرى *** في القوم أوفى من زراره

التكملة من كامل ابن الأثير‏.‏

اجلوذ اجلواذاً‏:‏ أسرع‏.‏

يقال أنذره إنذاراً أعلمه، فنذر هو كعلم وزناً ومعنى‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏ويكون في الثلف‏"‏ صوابه من ديوان الأعشى 115 ومعجم البلدان ‏(‏7‏:‏ 115‏)‏‏:‏ وفي معجم البلدان‏:‏ ‏"‏وتكون‏"‏ وكذا في كامل المبرد 97‏:‏ ‏"‏وتكون في الشرف‏"‏ وقبل هذا البيت بيتين‏:‏

* لسنا نقاتل بالعصى ولا نرامي بالحجارة *

الوجه‏:‏ ‏"‏مكان‏"‏‏.‏

البيت لبشر بن أبي خازم في المفضليات ‏(‏2‏:‏ 139‏)‏‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏القصيبة‏"‏ صوابه من المفضليات ومعجم البلدان ‏(‏الأوار، قصيبة‏)‏‏.‏ وعلة التحريف التباسه بما مضى في شعر الأعشى‏.‏

سبق الكلام على البيت في مادة ‏(‏أهل‏)‏‏.‏

الرجز يروى لعمرو ذي الكلب، أو لأبي خراش الهذلي، كما في شرح أشعار الهذليين للسكري 239‏.‏ ونسب في اللسان ‏(‏عمم، مرخ، جول، لجب، حشك، رخم، شوى، شرم‏)‏ إلى عمرو ذي الكلب‏.‏ وانظر أمالي ثعلب ص240 من المخطوطة‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏بالاقي الأخر‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏نزل‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏خروه شر بن غرة‏"‏ وأثبت ما في اللسان ‏(‏11‏:‏ 293‏)‏‏.‏ وصدره فيه‏:‏ ‏"‏لو كان‏"‏‏.‏

هو جندل بن المثنى الطهوي، كما في اللسان ‏(‏كأب، أوق، برشق‏)‏‏.‏

القليب‏:‏ البئر التي لم تطو‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏القلب‏"‏‏.‏

البيت بدون نسبة في اللسان ‏(‏13‏:‏ 89‏)‏‏.‏ وقبله‏:‏

* يحلف بالله وإن لم يسأل *

يصف ضيفاً‏.‏ والثفل بالضم‏:‏ كل ما يؤكل من لحم أو خبز أو تمر‏.‏

البيت في اللسان ‏(‏هون، جبر، دبر، أنس، عرب، شير‏)‏ وانظر الأزمنة والأمكنة ‏(‏1‏:‏ 268-271‏)‏‏.‏ وبعد البيت‏:‏

أو التالي دبار فإن يفتني *** فمؤنس أو عروبة أو شيار

ويسجل هذان البيتان أسماء أيام الأسبوع في الجاهلية مرتبة من الأحد إلى السبت‏.‏

البيتان في اللسان ‏(‏13‏:‏ 34، 397-398/8‏:‏ 2‏)‏ وروي في ‏(‏13‏:‏ 11‏)‏‏:‏ ‏"‏قرون الأجل‏"‏ على إبدال الياء جيما‏.‏

رواية اللسان ‏(‏13‏:‏ 36‏)‏‏:‏ ‏"‏ففت الختام‏"‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏وأول الحكم‏"‏، صوابه من الديوان 106، وإنشاده فيه‏:‏

أؤول الحكم على وجهه *** ليس قضائي بالهوى الجائر

وفي هذه القصيدة‏:‏

إن ترجع الحكم إلى أهله *** فلست بالمستي ولا النائر

في الأصل‏:‏ ‏"‏وأولا‏"‏، صوابه من اللسان ‏(‏11‏:‏ 37 س19-20‏)‏‏.‏

من معلقته‏.‏ وصدره‏:‏

* بصبوح صافية وجذب كرينة *

وانظر ما سبق من كلام ابن فارس على البيت في ‏(‏أتي ص51‏)‏‏.‏

ديوان طرفة 64‏.‏

أي من الأهل‏.‏

هو جرير يخاطب بشر بن مروان في شأن تفضيل سراقة البارقي شعر الفرزدق على شعر جرير‏.‏ انظر القصة في الأغاني ‏(‏7‏:‏ 63-64‏)‏‏.‏ والقصيدة في ديوانه 300‏.‏

الرجز للعجاج في ملحقات ديوانه ص86 واللسان ‏(‏دهنج‏)‏، وفي الأصل‏:‏ ‏"‏كان الرعن منه في الآل‏"‏، صوابه في الديوان واللسان‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏الواحد‏"‏‏.‏ وألواح البعير‏:‏ عظامه‏.‏

المجلود‏:‏ الجلادة، أو بقية الجلد‏.‏ والبيت في اللسان ‏(‏4‏:‏ 100‏)‏ والتاج ‏(‏جلد‏)‏‏.‏

البيت للنابغة، كما في اللسان ‏(‏عثلب، نأي‏)‏‏.‏ وقد أنشده أيضاً في ‏(‏أوس‏)‏ بدون نسبة‏.‏ وليس في ديوانه والآس‏:‏ الرماد‏.‏ والمعثلب‏:‏ المهدوم‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏المثعلب‏"‏ محرف‏.‏

أصحب‏:‏ انقاد‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏أصبحا‏"‏، صوابه من ديوان الأعشى ص 88 واللسان ‏(‏أول، صحب، ربع‏)‏‏.‏

في الأصل‏:‏ ‏"‏على أن الرفق‏"‏‏.‏

البيت في أمالي ثعلب 143 من المخطوطة، واللسان ‏(‏أون، جون‏)‏‏.‏ وقبله‏:‏

غير يا بنت الحليس لوني *** مر الليالي واختلاف الجون

انظر باقي لغاته الثلاث عشرة في القاموس‏.‏

البيت للمثقب العبدي في المفضليات ‏(‏2‏:‏ 91‏)‏‏.‏ وفي الأصل‏:‏ ‏"‏إذا ما قلت‏"‏، صوابه من المفضليات واللسان ‏(‏13‏:‏ 293‏)‏‏.‏

من الآية 114 في سورة التوبة‏.‏ وفي سورة هود الآية 75‏:‏ ‏{‏إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب‏}‏‏.‏

‏(‏باب الهمزة والياء وما يثلثهما في الثلاثي‏)‏

‏(‏أيد‏)‏

الهمزة والياء والدال أصلٌ واحد، يدلّ على القوة والحِفْظ‏.‏ يقال أيّدَه الله أي قوّاه الله‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏والسَّماءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ‏}‏ ‏[‏الذاريات 47‏]‏‏.‏ فهذا معنى القوّة‏.‏ وأمّا الحفظ فالإياد كلُّ حاجزٍ الشيءَ يَحفَظُه‏.‏ قال ذو الرمّة‏:‏

دفَعْناهُ عن بَيْضٍ حِسَانٍ بأجْرَعٍ *** حَوَى حَوْلَها مِنْ تُربِهِ بإيادِ

‏(‏أير‏)‏

الهمزة والياء والراء كلمةٌ واحدة وهي الرِّيح‏.‏ واختُلِف فيها، قال قوم‏:‏ هي حارّة ذات أُوارٍ‏.‏ فإن كانَ كذا فالياء في الأصل واوٌ‏.‏ وقد مضى تفسير ذلك في الهمزة والواو والراء‏.‏ وقال الآخرون‏:‏ هي الشَّمال الباردة بلغة هُذَيل‏.‏ قال‏:‏

وإنَّا مَسامِيحٌ إذا هَبّت الصَّبا *** وإنّا مَراجِيحٌ إذا الإِيرُ هَبَّتِ

‏(‏أيس‏)‏

الهمزة والياء والسين ليس أصلاً يقاس عليه، ولم يأتِ فيه إلا كلمتان ما أحسَِبهما من كلام العرب، وقد ذكرناهما لذكر الخليل إيّاهما‏.‏ قال الخليل‏:‏ أَيْسَ كلمةٌ قد أُمِيتَتْ، غير أن العرب تقول‏:‏ ‏"‏ائت به من حيثُ أَيْسَ وليس‏"‏ لم يُستعمل أَيْسَ إلا في هذه فقط، وإنما معناها كمعنى ‏[‏حيث‏]‏ هو في حال الكينونة والوُجْد والجِدَة‏.‏ وقال‏:‏ إنّ ‏"‏ليس‏"‏ معناها لا أيْسَ، أي لا وُجْدَ‏.‏

والكلمة الأخرى قول الخليل إنّ التأييس الاستقلال؛ يقال ما أيّسْنَا فلاناً أي ما استقلَلْنا منه خيراً‏.‏

وكلمةٌ أخرى في قول المتلمِّس‏:‏

* تُطيف به الأيَّامُ ما يتَأَيَّسُ *

قال أبو عبيدة‏:‏ لا يتأيَّس لا يؤثِّر فيه شيء‏.‏ وأنشد‏:‏

* إنْ كنت جُلْمودَ صَخْرٍ لا يُؤَيّسُهُ *

أي لا يؤثّر فيه‏.‏

‏(‏أيض‏)‏

الهمزة والياء والضاد كلمة واحدةٌ تدلُّ على* الرّجوع والعَوْد، يقال آض يَئيضُ، إذا رجع‏.‏ ومنه قولهم قال ذاك أيضاً، وفعَله أيضاً‏.‏

‏(‏أيق‏)‏

الهمزة والياء والقاف كلمةٌ واحدةٌ لا يُقاس عليها‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأَيق الوَظيف، وهو موضع القَيد من الفَرَس‏.‏ قال الطرماح‏:‏

وقامَ المَهَا يُقْفِلْنَ كلَّ مُكَبَّلٍ *** كما رُصَّ أَيْقَا مُذْهبِ اللّونِ صَافِنِ

قال الأصمعي وأبو عمرو‏:‏ الأَيق القَيْن، وهو موضع القَيْد من الوظيف‏.‏

‏(‏أيك‏)‏

الهمزة والياء والكاف أصلٌ واحد، وهي اجتماعُ شجر‏.‏ قال الخليل‏:‏ الأيكة غَيضةٌ تُنْبِتُ السِّدرَ والأراك‏.‏ ويقال ‏[‏أَيكةٌ‏]‏ أَيِّكَةٌ، وتكون من ناعم الشّجر‏.‏ وقال أصحاب التفسير‏:‏ كانوا أصحابَ شجرٍ ملْتَفّ‏.‏ يعني قوله تعالى‏:‏ ‏{‏كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ‏}‏ ‏[‏الشعراء 176‏]‏، قال أبو زياد‏:‏ الأيْكة جماعة الأرَاك‏.‏ قال الأخطل من النّخيل في قوله‏:‏

يكادُ يَحَارُ المجتَني وَسْطَ أَيْكِهَا *** إذا ما تنادَى بالعَشِيِّ هديلُها

‏(‏أيم‏)‏

الهمزة والياء والميم ثلاثة أصول متباينة‏:‏ الدُّخَان، والحيّة، والمرأة لا زوج لها‏.‏ أما الأوّل فقال الخليل‏:‏ الإيَام الدُّخَان‏.‏ قال أبو ذؤيب‏:‏

فلمّا جَلاهَا بالإيام تحيَّزَتْ *** ثُباتٍ عَليها ذُلُّها واكتئابُها

يعني أنّ العاسِل جَلاَ النّحلَ بالدُّخان‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ آمَ الرجل يؤوم إياماً، دَخَّنَ على الخليّة ليخرج نَحلُها فيشتار عسلَها، فهو آيم، والنَّحلة مَؤُومةٌ، وإن شئتَ مَؤُومٌ عليها‏.‏ وأما الثّاني فالأيمْ من الحيّات الأبيض، قال شاعر‏:‏

كأن زِمَامَها أَيْمٌ شُجَاعٌ *** ترأَّدَ في غُضُونٍ مُغْضَئِلَّه

وقال رؤبة‏:‏

وبَطْنَ أيْمٍ وقَواماً عُسْلُجَا *** وكفلاً وَعْثاً إذا تَرَجْرَجا

قال يونس‏:‏ هو الجانّ من الحيات‏.‏ وبنو تميم تقول أيْنٌ‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ أصله التشديد، يقال أَيِّمٌ وَأَيْمٌ، كَهَيِّن وَهَيْن‏.‏ قال‏:‏

إلاّ عواسِرُ كالمِراط مُعِيدَةٌ *** باللَّيلِ مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ

والثالث الأيِّم‏:‏ المرأة لا بَعْلَ لها والرجل لا مَرأةَ له‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ‏}‏ ‏[‏النور 32‏]‏‏.‏ وآمت المرأة تئِيمُ أَيْمَةً وأُيُوماً‏.‏ قال‏:‏

أفاطِمُ إنِّي هالِكٌ فتأيَّمي *** ولا تَجزَعِي كلُّ النساء تَئِيمُ

‏(‏أين‏)‏

الهمزة والياء والنون يدلّ على الإعياء، وقُرب الشَّيء‏.‏ أما الأوَّل فالأيْن الإعياء‏.‏ ويقال لا يُبْنَى منه فِعلٌ‏.‏ وقد قالوا آنَ يَئين أَيْناً‏.‏ وأما القُرب فقالوا‏:‏ آن لَكَ يَئِينُ أيْنا‏.‏

وأما الحيّة التي تُدْعَى ‏(‏الأين‏)‏ فذلك إبدالٌ والأصل الميم‏.‏ قال شاعر‏:‏

يَسْرِي على الأَيْنِ والحيَّاتِ محْتفِياً *** نَفِسي فِداؤُك مِن سارٍ على ساقِ

‏(‏أيه‏)‏

وأما الهمزة والياء والهاء فهو حرفٌ واحد، يقال أيّهَ تأيِيهاً إذا صوَّت‏.‏ وقد قلنا إنّ الأصواتَ لا يُقاس عليها‏.‏

‏(‏أيي‏)‏

الهمزة والياء والياء أصلٌ واحد، وهو النَّظَر‏.‏ يقال تأيَّا يتأيَّا تَأَيِّياً، أي تمكَّث‏.‏ قال‏:‏

قِفْ بالدِّيار وقوفَ زائرْ *** وتأَيَّ إنّك غيرُ صاغرْ

قال لبيد‏:‏

وتأَيَّيْتُ عليه قَافِلاً *** وعلى الأرض غَيَايَاتُ الطَّفَلْ

أي انصرفتُ على تُؤَدة‏.‏ ابن الأعرابيّ‏:‏ تأيّيْت ‏[‏الأمرَ‏]‏‏:‏ انتظرت إمكانَه‏.‏ قال عديّ‏:‏

تَأَيَّيْتُ منهن المصير فلم أزَلْ *** أُكَفْكِفُ عنِّي واتِناً ومُنَازِعا

ويقال‏:‏ ليست هذه بدار تَئِيّة، أي مُقام‏.‏

وأصلٌ آخر، وهو التعمُّد، يقال تآيَيْتُ، على تفاعلت، وأصله تعمَّدت آيَتَه وشخصَه‏.‏ قال‏:‏

* به أتآيا كُلَّ شأنٍِ ومَفْرِقِ *

وقالوا‏:‏ الآية العلامة، وهذه آيةٌ مَأَيَاةٌ، كقولك عَلامَة مَعْلَمَة‏.‏ وقد أيَّيْت‏.‏ قال‏:‏

ألا أبلغ لَدَيْكَ بني تميم *** بآيةِ ما تُحِبُّونَ الطَّعاما

قالوا‏:‏ وأصل آية أَأْيَة بوزن أعْية، مهموز همزتين، فخفّفت الأخيرة فامتدّت‏.‏ قال سيبويه‏:‏ موضع العين من الآية واو؛ لأنّ ما كان* موضع العين ‏[‏منه‏]‏ واواً، واللام ياءً، أكثرُ ممّا موضِع العينِ واللامِ منه ياءان، مثل شوَيتُ، هو أكثر في الكلام حَيِيتُ‏.‏ قال الأصمعيّ‏:‏ آيةُ الرَّجُل شخْصُه‏.‏ قال الخليل‏:‏

خَرَجَ القوم بآيتهم أي بجماعتهم‏.‏ قال بُرْج بن مُسْهِر‏:‏

خَرَجْنا من النَّقْبَينِ لا حَيَّ مِثْلنا *** بآيَتِنا نُزْجِي المَطِيَّ المَطَافِلاَ

ومنه آية القرآن، لأنَّها جماعةُ حروفٍ، والجمعُ آيٌ، وإياة الشمس ضوءُها، وهو من ذاك، لأنّه كالعلامة لها‏.‏ قال‏:‏

سَقَتْه إياة الشَّمسِ إلاّ لِثَاتِهِ *** أَسِفَّ ولم يُكْدَمْ عليه بإثمِدِ

تم كتاب الهمزة ويتلوه كتاب الباء‏.‏